مروى بديدة: على زجاج الشمبانيا

مروى بديدة: على زجاج الشمبانيا

زي بوست:

ثم أحببتك بمفردي و كان الأمر قاسيا وملؤه الفراغ
حدوة بلا حصان
لأن الحصان بلا حدوة ليس بالخبر السيء
بل يالها من حرية
ركلت قلبي بأصابع قدمي
غاية في الألم أن تلمس داخلك بشيء سفلي
مشيت على ضفاف نهر بارد
ورأيت سمكة برونزية بخطوط سوداء في بطنها
أما وجهها فكان ملؤه الحزن رغم شفاهها الواسعة العريضة
كان بإمكانها أن تضحك وأن تضع الماكياج أيضا
لكنها في الماء البارد
آه… لو كان ثمة دفء و عذوبة
ماذا سيجري…
ثمة سمكة تطير و تنام على صدر محبوبها
تلك هي التي تنعم بالحب و يمكنك أن تسميها يمامة
كنت أسير حذو السكة الحديدية ورأيت حطام قطار أما الذي كان قادما فهو جديد ومطلي بالأزرق اللماع
لا تقارن رأسا جديدا بجمجمة بالية
ستغلبك الشفقة
كم من بهجة كادت أن تكون لو سار القطار جنب الآخر في سكتين متوازيتين ، بضجيجين وحمولتين
ما من شيء يختلف عن شيء
بل يالها من حميمية و حركة

سمعت رجلا في السوق يشتري حذاء جديدا و يضحك لأنه أضاع فردة حذائه الذي اشتراه قبل أيام
أجل فردة واحدة أمر في غاية السخف وعدم الفائدة
شيء وحيد بلا قيمة و قد حدث كثيرا
نفور تام و غير مبرر و منه تأتي السخرية

كانت في يدي قنينة الشمبانيا
رأيت وجهي على زجاجها
كان وحيدا …ذات السبب الذي تأتي منه السخرية
وقد جلست قبلها في الحانة ورأيت زوجين يحتفلان بمحبة… كانا يديران ظهريهما لي
لكنني رأيت وجهيهما على زجاج الشمبانيا
حتى القبلة الطويلة رأيتها بوضوح
الى أن فاض الشراب و صرخ كلاهما “أحبك”
فكما ترى الحب أيضا فعل فيضان من قارورة مغلقة
يحتاج حضور شخصين واحتفالا وصراخا
كما ترى أيضا جسماً وحيداً لا يمكنه الاستمرار
إذ يتلاشى ويؤدي مهمات أخرى
اسفنجة وغراء هل من الممكن أن يصنعا كائنا خارقا
أجل بإحساس فريد
بتوفير أمور صعبة ومستحيلة
بحل مسائل معقدة وشائكة
مثل التي تحدث معي حين أحبك بينما أنت ترغب بأخرى

*اللوحة للفنان السوري أحمد كرنو ومصدرها صفحته في فيسبوك

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s