عبد الرحمن الإبراهيم: مسقّعة الانتماء الطائفي

عبد الرحمن الإبراهيم: مسقّعة الانتماء الطائفي

زي بوست:

كانت أمي تضع ما يفضل عن عشائنا، من مسقّعة القرع، على السطح تحت الغربال، ولم أكن أعرف حينها الغاية من ذلك، حتى حكمنا حافظ الأسد وأسّس شركة الجبهة الوطنية التقدمية، ليكون هو الإله والشركاء حملة عرشه، وراح الإله الجديد يخالف الله في كل شيء، وكانت ألعن مخالفاته قمع الفطرة الإنسانية التي خلق الله الناس عليها، وجعلهم شعوبا وقبائلا ليتعارفوا، والتعارف يكون بين المختلفين، وكيف سيتعارف المختلفون، إذا لم تكن أفكارهم على السطح مكشوفة للجميع؟! كما نشاهد خلق الله في الطبيعة، كطوائف الزيتون وطوائف التفاح والأقحوان والشقائق والدردار و و الخ ، وجميعها تعلن عن الوان زهرها واشكال ثمارها، وبهذا تعارفت وتجاورت بانسجام فشكلت لوحة متكاملة من جمال الحياة، هذه اللوحة لم ترق لحافظ الأسد، فأنشأ لإلغائها فروعا للقمع، فلم يكن أمام الناس لتجنب الموت، سوى وضع مسقّعات انتمائهم الطائفي في صناديق حديدية وأقفلوا عليها، وبدأت مسيرة التفسخ والتفاعلات المخفية، حتى انفجرت الصناديق دفعة واحدة، وانتشرت الروائح السامة التي ترونها اليوم .
ويقول لك الأجدب : لم نكن نرى هذه الطائفية السلبية قبل الثورة !!!
ماذا كنت تسمي أيها الأجدب نسبة طلاب الضباط في الكلية الحربية ٩٠% من العلويين؟! هل كان هذا تنوعاً ؟! وهل من التنوع أيضاً أن تكون نسبة العاملين في أجهزة القمع ٩٩% من العلويين ؟! وهل كان من التنوع إذا حضر العلوي في مجلس قدم الحاضرون له أنفسهم على أنهم مااااااااااش إلا ربع ؟!
الطائفية أيها الأجدب هي حقيقة إنسانية، وليس هناك على سطح الأرض من لا ينتمي إلى طائفة، وتكون رائعة ونظيفة وسليمة حين تضع مسقعاتها على السطح تعرّضها الحريةُ للنسائم الباردة اللطيفة، فتتحاور وتتعارف وتجعل الحياة سليمة وجميلة
مَنْ أكثر عافية أيها الأجدب، سورية في زمن القمع الطائفي الأسدي ؟! أم لبنان بطوائفه المعلنة ؟!!!!

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s