رودي سليمان: عصر القراصنة
زي بوست:
ذاك القرصان وهو يضع عُصابته
قرر نفينا
نحن الشعب المرتزقة
قتل بعضنا
يتّم بعضنا
سبى البعض من نسائنا
ونحر العلماء
ذاك القرصان
بامتصاص دماءنا
نبت له نابان
قرنان
ذيل كلب
وعنق زرافة
لم يكتشف العلماء في كوكبنا
مما تهجّن هذا الكائن؟
ربما كلب ربما شيطان أو زرافة
وجب علينا سؤال أمه عن ماهية مضاجعها
سنُبرد قلوبنا ونحن ندفنه يوماً بين غوائط اليتامى
وتحت نعال الأرامل والمشردين
ذاك القرصان
زرع أقزاماً من القراصنة
في سجونه
ثم أخرجهم ليعثوا فسادهم في ديارنا
يلهثون للقتل بأنواع أخرى
يلعنوننا ويحبونه
غطوا أعينهم بعُصابات تناسبهم
إلا أن بحر القراصنة هنا
بحر دمنا الرخيص
اخترعوا مراسم حج واجتماعات ولقاءات وفنادق عالمية تؤويهم
صنعوا سكاكين أكثر حدّة من سكاكينه
وبراميل تسع لبارود أكثر
وتسابقوا بقتلنا
القرصان الأعور والقراصنة المواجهون له
جلسوا على طاولة مستديرة
يتصافحون تحتها
يزنون ببعضهم
يلهون
يلعبون
مربوطين بحبال معلقة
لكل قرصان سقف وحبال
يتحركون بها
ثيابهم مرتبة نظيفة تفوح روائح العفن
كما رائحة اخضرار النقود التي يتلقونها
أولئك جميعاً
هدروا بلادنا
قسموها
دنسوها
ويبقى في هذا اليوم الربيعي
المنفيون
اليتامى الأرامل
السبايا
القتلى
الشهداء
المشردون
المعلقون على دروب الدول
المرميون بين فكي الآهات
منتظرون
عدالة تترجم آهاتهم
كي يخبروا الله
كيف أقاموا في جحيم الدنيا
وكيف انتظروا كل هذا العمر
جحيماً يكفي القراصنة
ليرقدوا فيه إلى اللانهاية