عبد الرحمن الإبراهيم: أنا بردان يا أمي فضميني

عبد الرحمن الإبراهيم: أنا بردان يا أمي فضميني

زي بوست:

(إلى روح أمي ولكل أمهات العالم)

إلى أهداب من غابتْ .. وراحت قبلما سكبَتْ .. حساءَ العدس للأحباب .. فانداحتْ أطايبه ..
على وجنات موقدها ..
وما مرّتْ لتختمَ بابَ ذاكرتي بريحانات قبلتها .. ولم تغسلْ جفاف الخدِّ في أنداء دمعتها .. وما صرَّتْ مع الأكفان تذكاراً .. ولا كتبَتْ عناويني ..
وما خلّتْ ، من الذكرى ، سوى أختين ..
إنْ هبَّتْ عن الصغرى نسيماتٌ على أعشاب ما تركَتْ من الأشياء في (الدولاب) تبكيني ..
وإنْ ردَّتْ لها الكبرى صدى الدمعات .. أو مالتْ تغطّيها بشيئٍ من حنان الله ، عند البرد ، تكويني ..
وأخّاً ، كلما اشتاقتْ إلى الأحزان ريشته ، يلوّنُ في دفاتره .. ويسكب فوق خدِّ الغيمة السمراء ..
من وجدانه .. قمراً يؤانسها .. يدوّره ويسألني : أأكتب تحته ماما ؟ فيدميني .
وعيد الأم من قبرٍ يضمُّ الكون يدنيني ..
أنا آتٍ لأسكب فوق تربتها عطوراً من شراييني
وأنقل شوقَ قبتنا لطلّتها ..
وحزن الموقد الخرب ..
وما في دمعة التنور للرغفان من وجدٍ ومن لهب ..
أنا آتٍ بثوبٍ قدّ من دبرٍ ..
يكاد البردُ يرديني ..
أنا بردانْ ..
أنا بردان يا أمّي فضمّيني

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s