بسام جوهر: مش فارقة مع السوري
زي بوست:
أنا مو فارقة معي كتير.
نحن السوريون مو كتير خايفين من كورونا لأننا جرّبنا ماهو أسوء وأدق رقبة من أي وباء فيروسي، خاصة وأن العالم كله تخلّى عن مأساة السوريين وراح يتفرج على قتلهم بكافة أنوا الأسلحة.
هل جاء كورونا ليذكّر هؤلاء الذين أشاحوا بوجوههم عن مقتلة السوريين، أنهم ليسوا في مأمن حتى ولو كانوا بيعدين آلاف الأميال عن مكان تجربة سلاحهم الفتاك؟
أسئلة كثيرة لابد من طرحها حول هذا النظام الرأسمالي الجشع وحول مظاهر البذخ اللامعقول في مجالات كثيرة، مثل رواتب كبار قادة الشركات والبنوك والإعلام والرياضة، في حين أن رواتب الباحثين والعلماء وكل موازنات البحث العلمي لا تساوي قيمة انتقال لاعبي كرة القدم من نادٍ إلى آخر.
هل جاء كورونا ليصرخ في وجه بوتين الذي مدّد إقامته في الكرملن إلى عام 2036 لكي يستمتع أكثر في تجريب أسلحته على الشعب السوري؟ أم في وجه الرئيس الصيني الذي مدّد هو الآخر إقامته في الرئاسة للأبد؟ أم في وجه التاجر الرئيس ترامب الذي، ومنذ وصوله إلى الرئاسة عام 2017، قلّص ميزانية الإدارات الصحية بنسبة 21 بالمئة وأغلق مكتب الأوبئة التابع للبيت الأبيض، الذي أنشأه باراك أوباما عام 2014 في أعقاب تفشّي فايروس إيبولا، وذلك في محاولة لضمان استجابة سريعة لمواجهة أي وباء جديد؟
هل جاء كورونا ليصرخ في وجه هذا الجشع الرأسمالي اللامعقول ليذكّر العالم بأن تأمين القطاع الصحي، الذي أثبت هشاشته، والاهتمام بالإنسان أهم بكثير من صناعة الأسلحة وتغذية الصراعات في العالم؟ وأن عمل الدول يجب أن ينصبّ في خدمة المواطن وليس في خوض الحروب بالوكالة لصالح مؤسسات المال العالمي؟
حربان عالميتان لم تستطيعا تغيير وجه الرأسمالية المتوحش، فهل سيفعلها كورونا ونشهد خروج البشرية من سطوة رأس المال ومؤسساته العملاقة التي استحوذت على 99 بالمئة من ثروات الأرض؟
أتمنى أن يكون كورونا انعطافة مهمة في تاريح البشر والإنسان نحو عالم أكثر إنسانية.
هل سنشهد ذلك أم أن الرأسمالية والاستبداد هو قدر البشرية؟
*ضابط سابق ومعارض سوري مقيم في فرنسا