الشمال أكثر برداً وحزناً
زي بوست:
شعر: مرفان عزيز*
الترجمة: لقمان محمود
■ ■
(بعينين تموتان من الانتظار)
أبتكر كتابة الجوع
فأنا شاعر الخبز الميت
عليّ أن أصدق أولاً
تنور براءة أمي
الشادر في النيران.
عليّ أن أصدق أيضاً
غيمة أطعمت براءتي
وتركتني شارداً في المنافي.
من الآن فصاعداً
سأخون كل نوافذ الوطن
بعد أن ماتت أمي
وتركتني بلا باب.
أرسم وجهها من جديد
بعينين تموتان من الانتظار
ماتت أمي
نعم ماتت
بعد ألف انتحار وانتحار.
إنني الآن بلا وطن
منذ أن خانتني أمي.
(آخر لقاء)
هل تذكرون
عندما جلسنا تحت شجرة
تميل نحو الشمال؟
أمي تقول إن الشمال أكثر برداً وحزناً
وتلف شالها بيدٍ كئيبة..
يومها لم نتحدث كثيراً
لأني كنت على موعد مع المنفى.
(النخب الأخير)
أفتح زجاجة ويسكي معتقة
أكملت عامها الأربعين
تماماً مثل حزني..
أقرع كأسي باللاكؤوس
وكأني أشرب نخبي الأخير.
(طفولة)
بأظافري أنتزع روحاً
سكنت جسدكِ
كنت كلما غرستها بلحمك
فاحت منكِ رائحة جثتي.
كلما مررت بأمكنة
ألقي طفولتي في قعر نهر “جغجغ”
لأراقب غرقي
في تفاصيل روحك.
(دنس)
هأنذا..
أفهم الآن
كيف أن قطارات المنافي
تبقى مسؤولة
عن سمعتي السيئة
بما جلبته من دنس..
كلما تعرفتُ عليه
أصبح الفهم عبئاً
في حق الإقامة الطوعية.
مرفان عزيز:
*ولد عام 1964 في مدينة تل تمر.
*شاعر وناقد.
*له مجاميع شعرية منها:
1-نيران شاردة.
2-جديلة أمي.
المصدر: صفحة الشاعر لقمان محمود على موقع فيسبوك