أمين عبد الهادي: لحظات من المتاهة
زي بوست:
علو
كلما أسقط ،
في هذا الزمن الوضيع ،
أعرف أنّ العلو صار تحت قدمي..!
…
نحيا
كم أسقط
كم أهوي
ولمّا أصل الأرض بعد..
كم نموت ولم ندفن
كم نموت
كم سنموت
وكم نحيا..ونحيا..ونحيا..!
…
الأخضر
أنا ابن الزّحمة
حتّى لو كنت وحيدا
أنا ابن الاختناق المديد
حتّى لو سكنت الأوكسجين
أنا ابن الخوف
أنا المُباح السّوري
حتّى لو سكنت داخل قفل
أنا ابن حرب
بلا نصل
ولاجمل
ولاحذاء
أنا ابن الحرب
حتّى لو زفّني الحمام أعلى الشّجر
وأبعد بحر
على بقيّة عظامٍ
أمضي
وأستنبتُ وجودي الأخضر
في هذا الصخر…!
…
يوم كان
يوم كان الحبّ يكتب الأسماء بالماء على صفحة الروح والهواء
كانت الجداول حبلى بالموسيقا
والعاشق مشبعا بالارتواء
هذا الوقت نشاز بنشاز
صار الحب نوعاً من صدأ النحاس
كلما نكتب اسما
نكتظ بزحام الغربة والعطش..!
…
ياحبيبتي
أنحني من فوق هذا الجبل،
وأمسح عن قدميك العاريتين جروح الطريق…
لاكلمات جليلة تناسب قمح وجهكِ
فأكتبها
وأشمها فأحيا
وآكلها
فأسدّ بها جوع جسدي وتاريخي
ولاماء يكفي في هذا الوقت من العالم المفجوع بنفسه
كم أنا عطشان
وكأنني خُلِقتُ من جفاف وعطش
وحدُهُ اسمك يفيض بالماء
أكتبه..فأشرب
وأشرب
وأغسل عن وجهي عطش الطير
وعن وطني العطش الى الحريّة والحياة….!!
*اللوحة للفنان السوري أحمد كرنو ومصدرها صفحته في فيسبوك