جميل جرعتلي: مفاجآت الأول من نيسان

زي بوست:

بمناسبة الأول من نيسان قررت البقاء في البيت خوفا من الوقوع ضحية مقلب أو أكذوبة ماعاد المزاج يقدر على احتمالها، لأن العمر دخل في مرحلة الاياب على طريقة دوري كرة القدم ولأن أكبر مقلب تعرضت له هو الحياة ذاتها.

ويبدو أن بقائي في البيت كانت له فوائد كثيرة…فقد هتفت لي شركة فودافون للاتصالات، لتزف لي بشرى إعفائي من دفع فاتورة الموبايل.

كذلك هتفت لي شركة الكهرباء EWE وقررت تأجيل تحصيل فواتيرها حتى يستعيد المعري بصره وينام المتنبي ملء عيونه عن شواردها.

أما مؤجرة البيت فقد أرسلت لي فاكسا (مع أني لا أملك جهازا من هذا النوع) تقول فيها أنها على استعداد لاستقبالنا في أي وقت بالأحضان رغم الكورونا.

أما صديقي الكردي رشيد فقد اتصل بي من القامشلي لسؤالي عن كتاب (رأس المال) لأنه يريد قراءته واختتم اتصاله بقوله (ما العمل)

كما جاء لعندي الغول والعنقاء ليبشراني يأن جميع مكونات الشعب السوري( بما فيهم القرباط) حصلوا على كامل حقوقهم وعاد التعايش والتساكن بين جميع السكان لا حرب ولا فرقة وتشرذم وفساد ونهب، بل أكثر من ذلك فلقد أخبرني أبو مروة من حمص أنه شاهد بأم عينيه محمد توفيق البجيرمي عبر برنامجه في التلفزيون وهو يصف حمص أشبه (بأمم متحدة) فعندما تمشي في شوارعها تسمع لهجات ولغات مختلفة فهناك الأرمنية والسريانية والآشورية والعربية والكردية واللهجات البدوية والتركمانية وغيرها دون أن يخاف أي مكون من أخر ، “فتخيل يرعاك الله”.

ألم أقل لكم انه الأول من نيسان!!

*الرسم المرفق للكاتب جميل جرعتلي