علي صالح الجاسم: على قارعة التيه

علي صالح الجاسم: على قارعة التيه
زي بوست:

وحدي جهلتُ مفـــــــــــــارقَ الطرقـــــــــاتِ
يـــــــــــا مبحراً سَــــــــــــــرَبَاً علــــــــــــى أنَّـاتي
حطَّتْ علـــى كبدي نوارسُ أحـــــــــــــرفي
ثكلـى , فجـــــــــــزتُ بربعهـــــــــــــــــا فلواتي
ألقيتُ ألـــــــــــــواحي لأنِّيَ شــــــــــــــــــــــــــاعـرٌ
يغفو المســـــــــــــــــــــــــــاءُ على يدَيْ صبواتي
ولأنني بحــــــــــــــــــــــــــــــــرٌ بغير شـــــــــــواطــئٍ
أدمنتُ دفءَ الشمس في الموجـــــــــــــــــاتِ
ولأنني كـــــــــــــــــــــــــــــــــــلُّ الّــــــــــــــــــذين أحبُّهم
أعطيتُ هــــــــــــــــــــــــــــــــذا الكونَ بعضَ سمـاتي
وركبتُ ظهرَ الغيب ملتحفاً بِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ
إذ لا حـــــــــدودَ لثورة الكلمــــــــــــــــاتِ
خضخضتُ أضلاعَ الزَّمـــــــــــــان بقبضتي
وغرستُهـا رؤيــــــا علـــــــــــى الشُّرفــــــــــــــــــــاتِ
هــــــــــذا قميصُ العمر قُـــــــــــدَّ ولم تــــــــــــــــــــــــــــزلْ
سـفني بـــــــــــــــــــلا مَرسـىً ولا مِـرســـــــــــــــــاةِ
تتقاذفُ الأمـــــــــــــواجُ ثــــــــوبَ ضيـــــــــــــاعِهِ
متكسِّراً مــــــــن قســوة الطَّعنــــــــــــــــــــــــاتِ
وكـأنني لا أفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقَ يحضنني ولا
ظـــــــــــــــــــلٌّ تلــــــــــــــــوذ بكمِّــه أبيــــــــــــاتي
أنــــــــا ثـــــــــــــــــورةٌ مـازلْتُ أنظر في غـدي
متوجِّســـــــــــــــاً مــــــــــــــــن زحمــة النَّكباتِ
بيدي عصـــــــــــــــــايَ وألـــــــفُ فرعونٍ ورا …
……ئي جــــــــــــــــــــاء يغرسُ خنجراً بلهـــاتي
وجعُ النّخيل علـــــــــــــــــى الشِّـفـــــــــــــــاه معتَّق
ومزاجُـهُ مــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن دجـلةٍ وفـراتِ
شـربتْهُ أحجـــــــــــــــــــــارُ المـــــــــــــآذنِ فاكتستْ
مـــــــــــــــــــن نبضِهِ ثوبـاً مـــــــــــــــن الآهـــــــــــاتِ
مــــــــــــــــــــا زلـتُ في تيهي , وكــــــــــــــــــلُّ أحبَّتي
كانـوا هنـــــــــــــــــــــاك صدىً مـــــــــــن الأصواتِ
لا بـدَّ مــــــــــــــــن يــــــــــــــــــــــــــــــومٍ يجـيءُ محمَّلا
بالـتِّــــــــــــــــــين والـزَّيتـــــــــــــون والآيــــــــــــــــــــــــاتِ
وحدي هنــــــــــــــــــــــــاك حملتُ عـــــــرشَ ربيعِهِ
وسكبتُ ضوء الفجر في الكاســــــــــــــــــــــاتِ
أنــــــــــــــــــــــــــــــــــا كلّما أمعنْتُ في ســـــفري إلى
شــــــــــــــــــــــطآنه , وركبْتُ مـــــــــــــــــــــــوج دواتي
ونظرْتُ خلف الأفــــــــــــــــــــــــــــــــــــق علِّيَ أصطلي
آنسْتُ نـــــــــــــــــــــاراً , فاختصرْتُ شتـــــــــــــــــــاتي

*من مجموعة: تغريبة آخر الشعراء
الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s