عماد أبو أحمد: بوذا والتصميم الذكي
زي بوست:
أقرأ في البيولوجيا لكي أفهم بوذا
“الإنسان قردٌ حضاريٌّ”
لم يعد يتسلق الأشجارَ
أو يركض خلف الطريدة
لم يعد يجمع التوتَ البريَّ في العصر الجليدي
أو يسرق العسل في غياب الدببه
لأنه بات يأكل من ” بَقْلها وقِثَّائِها وفومها
وعدسها وبصلها”
***
الإنسان مركبةُ الجينات
يُرَبّي الكلابَ
وينثر الزهور على قبور أمواته
والقصيدةُ بدأت عندما عجز البدائيُّ
عن فهم المسافة بين الأرض والسماء
-لماذا لانستطيع لمسَ السماء؟
– لأن الإله يسكنها
يتحاور رجلان من قبيلة المايا
***
أقرأ في البيولوجيا لكي أفهم بوذا
إن السعادةَ في ترك الملذات
لكنَّ العقل قوي كقلعة
يفتح فمه ليستقبل جيوش الدوبامين
لانستطيع خداعه إلا إذا أراد ذلك
***
أراقب خلايا مُخيَ في الحلم
تقشعر شعيراتُ أنفي من هول المنظرِ
خلايايَ متعبةٌ
يتكدس فيها جوع إلى أنثى الإنسان
أفكر أكثر من مرة بأن أخصيَ نفسي
لكني أخاف أن تبصقَ الطبيعةُ في وجهي:
“أيها الأحمقُ
أربعة ملايين سنة وأنا أجْهَدُ في تصميمكَ
وفي النهاية تقطع أنفك السفلي؟
ياليتني خلقتكَ سمكةً عمياء
أو كافراً من كفار قريش
أو بكتيريا تمتصُّ الضوءَ فوق صفصافة”
***
أقرأ في البيولوجيا لكي أفهم بوذا
أكره أنني يجب أن أقلع عن التهام الحلوى
لايدهشني أن السعادة في تغطية المرأة
فأنا وحشٌ بدائيٌّ في نهاية المطاف
يأكل لحم الخراف بشهية
وينتشي من منظر اللحوم الحمراء
***
أبحث عن سعادة ما
يقولون إن الأغبياء هم أكثر الناس سعادة
والمعرفة نارٌ وقودها الوعي والكتابة
***
أرمي عقلي في سلة المهملات
ثم أحرق كتبَ البيولوجيا
وأترك بوذا للأذكياء