محمود غزال: كورونا.. ومخيمات اللجوء في الشمال السوري
زي بوست:
في غفلة من الزمن وَجَدَ الشعب السوري نفسه في مخيمات اللجوء، متروكاً لمصيره، لا حكومة، ولا إدارة، كما هو اليوم أمام جائحة “COVID-19” القاتلة.
فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن هذا الفيروس هو جائحة (أي وباء عالمي) ، واتبعتها بمجموعة من الإجراءات الوقائية الواجب اتباعها للحيلولة دون تفشي الوباء، وبمقاربة بسيطة بين الواقع الحالي، وبين متطلبات التصدي للجائحة وفق تعليمات (WHO)، سنجد أننا أمام خطر وقوع كارثة إنسانية تطال جميع السكان هناك، وقد تحيل الشمال السوري إلى بؤرة عالمية للوباء، لا تقل عما حدث لسفينة “دايموند برنسيس” السياحية التي تفشى فيها الفيروس مطلع العام الحالي وكان على متنها حوالي ( 3700 ) شخص، حيث تم فرض الحجر الصحي عليها في ميناء يوكوهاما الياباني قبل إخلائها .
وبالعودة الى الشمال السوري والذي يشكل طوفاناً بشرياً عبارة عن مخيمات عشوائية مكتظة للغاية، تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الصحة العامة، مما يشكل تحدياً كبيراً أمام الجهود المبذولة لحمايتهم من تفشي الفيروس، ما قد ينذر بكارثة وبائية يصعب السيطرة عليها فيما بعد.
وكون منظمة الصحة العالمية (WHO)، قد نصحت جميع دول العالم بالاستعداد لوصول “COVID-19” إليها
وبما أن هذه المخيمات عشوائية لا إدارة مركزية حقيقية تشرف عيلها، وخاصة في “الشأن الصحي” الذي يتطلب مركزية بالإدارة تشرف على معركة التصدي لهذا الوباء!
من هنا نَدْعُ منظمة الصحة العالمية والمنظمات NGO ومن خلفهما الدول الكبرى إلى التحلي بالمسؤولية الإنسانية والأخلاقية وضرورة اتخاذ خطوات عدة ملحة “لحماية قاطني المخيمات الضعفاء والمهمشين، وغالباً تشمل إلى جانب “مواد ومستلزمات التعقيم والنظافة “، زيادة الوصول إلى المياه الجارية الصالحة للشرب والنظافة، وإنشاء مركز الرعاية الصحية الملائمة وتحديد مناطق عزل وإعادة تصميم وبناء ملاجئ جديدة تدعم التباعد الاجتماعي.
وأخيراً: بما أن “COVID-19” قد وَحَدَ العالم في الخوف والحاجة، فهل يوحده في الاستجابة لتوفير الأمن الصحي والسلامة الدوليين؟