إبراهيم شاهين: المزهزه.. حرف الزاي
زي بوست:
أتذكرين ؟
في لقائنا ما قبل الأخير، عندما كان الطقس بارداً، و أنا أنتظرك قرب مقعد الحديقة المتجمد، كنتِ تقتربين منّي بسرعة، على وجهك ملامح الاعتذار عن تأخركِ ، خدّاك متوهجان من السير بسرعة في درجة حرارة قريبة من الصفر، والبخار يخرج مع أنفاسك المتسارعة من فمك و أنفكِ المحمر كحبّة كرز ناضجة.
حينها كان الثلج يهطل بغزارة، أتذكرين؟ وكم ضحكنا حينها على العبارة التي سمعناها دائماً من كلّ آنستانا ومعلماتنا في المدارس؟ الثلج كالقطن المندوف يغطّي الكون بالخير و البركة والعطاء و السناء).
وقد اعترضتِ بانفعال طفلةٍ بهيّة السناء من عندك، أنت أضفتها، ليست موجودة في العبارة الأصلية).
وكنت أستفز ملامحك التي أعشق، وجهك في حالك الاستغراب عندما قلت: أعرف أن السناء لم تكن موجودة، لكني قلتها كي تكرريها باعتراضك، لأني كنت استمتع بالبخار المزهزه الذي يخرج من فمك مع حرف السين.
والآن أراكِ تستغربين حسب طريقتك في الكلام: كيف يعني مزهزه؟ ، بخار مزهزه!
ربما أو بالتأكيد سأضحك، و أضحك، وأضحك أكثر وأنا أراقب ملامح استغرابك الاحتجاجي… فحقيقةً أنا لا أملك جوابًا مقنعاً على تفسير معنى البخار المزهزه سوى أنّ قلبي يرفرف، بل يزهزه طرباً، لطريقتك في لفظ حرف الزاي…. المزهزه.