دلشا آدم: أكذوبة من اللازورد

دلشا آدم: أكذوبة من اللازورد

زي بوست:

كنت اليوم هناك
كم كنت متصنعا
كم كنت متكلفا وأنت تتفحص تفاصيلي من مقعدك البارد، وصفحات الجريدة المهملة بين يديك يقلب الهواء صفحاتها.
فألتفت في عبطة وخجل فأكسو جسدي الخجول بأصابع مرتعشة تعاود الالتفاف عبثا.
يالتلك الذاكرة ..
ذاكرة الحياء اللعينة وهي لا تفسح للحظات متسعا من الوقت ولندرة المكان.
لم تكن كباقي العابرين كنت وسيماً كفارسي الأحلام.
لم يكن صباحي أيضا كباقي الصباحات كان مليئاً بك حد الجمال لامتناهياً بنكهات شرق منسي وحزين.
لا أعلم إذ كانت للأماكن ذاكرة كما للإنسان، ذاكرة تستحوذنا على لاشعورنا لتعود بنا إلى أزمنة ووجوه تناسيناها عنوة، لتكون سماءنا مظلمة رغم وجود قمر منتصف الشهر فيها وهي تتودد لحظات العناق ترقبا.
حيث يلفح الجفاف الشفاه واليباس يلف الوجوه بالانتظار .
أسيرة الذاكرة أنا.. والذكريات تلك، ينتابني شعور غريب بالمكان والوجوه والزمان.
لم تكن أنت هناك.. نعم لم تكن هناك!!
كان الفراغ وهدوء مرعب وغمام يكسو التفاصيل.
حينها فقط أدركت أنها ليست إلا مخيلتي الحمقاء وهي تلتحف الحنين بأوهام أو أنها البداية لمسرحية الأقدار ولكن دونما نهايات أو لربما أكذوبة عذبة.. أكذوبة من اللازورد.
وببسمة خجولة وخفية عدت وبخطى سريعة لادراج خيباتي إلى سجني الآدمي والاختباء في ضراعة الأمنيات.

*اللوحة للفنانة: Sherihan Baklaro

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s