دارين زكريا: الـناقـصــة
زي بوست:
أحـاولُ أن أرتّـبُني كلَّ يـومٍ
لعلمِي بأن الكثيـرَ من أجـزائي
تـتيْــهُ هُنا … و هُناك
على رأسِ شجَـرةٍ متكئـةٍ على جبـلٍ
قسمٌ مني يريدُ أن يتخلّق طائراً
في النهـرِ القريـبِ
يَجـري بعـضُ بَـعضي
لعله يسابـقُ المـاءَ فيختـنِـقُ بـه
أو تـــرونَ
تـردّد الثلـج في ذوبانـه
هذا أيضاً منـهُ منـّي
هنـاكَ طريـقٌ أسلكُـهُ
كل يومٍ لأطوّلني
أكلني تنهيـدةً تنهيــدة
و يُصـرُّ مـلـيــاً
لم تصـادِف عينـاهُ شـكلي
و لم يـردّدْ فـمُــهُ
صـوتَ خطـواتي البتّـةَ
فكيـفَ أطالبـُه بإعـادة
ما لمْ يتعـرّف عليـه!
طفـولتي التي لم أعشْهـا
أحلامي التي حوّلتها
لطوبٍ أبني به بيتي
أو لخبزٍ أطعم به طفليّ
لديهم الجُـزءُ الأكبـر
عُفتـه للتنـاسي
كلّما طرقَ بابي
أجبْتـهُ : لسـتُ هنـا
مني هـو هذا الحِـوارُ الدّائِـر
بيـن الـحقـيـقـةِ والعَبـثِ
مني هـذا الضـوءُ الشـّاردُ
للتعـرّفِ على الوجهِ الآخرِ
لعَتمـةِ العَـدم!
أنا الـنـّاقـصـةُ
أقاتـلُ مِرآتي إن واجَهَتنـي
و أقنُعـني بأنّها كاذبة
أنــا هُـنــا بكــلّ كـلـّي
أقــولُ لي وأصدّقـنُـي
الاكتمالُ .. صفةٌ ناقصة.
*كان القمر طفلاً