دارين زكريا: عيناك لو أستطيعهما
زي بوست:
عـيـنـــاكَ ببحرينِ أسودينِ
يظهرانِ في آخرِ المشهدِ:
هما رحلَـةُ شقـاءٍ كتبها لي
قرينٌ مشاكسٌ قُبيلَ تَدينهِ
لعلّهما وصايا قصيدةٍ يتكهّنها
السرابُ كلَّ يومٍ للصحراء
لتحبَلُ بالربيع حَملاً كاذباً
عيناكَ لو أستطيعُهما
أغسلنُي بماءهما
علّي أطفىء ولعَ قلبي
الذي يتناهبهُ الحنين!
عـيـنــــاكَ ..
تعويـْذةُ ذئـبِ يوسف
رمَاهـا حيـنَ رَجْـفَـة حنين رَحل
عَــويـلاً على جبلٍ تخصّهُ
السمـاءُ بقبلتهـا السنويّـة
فابتلاهُ بنعمَةِ و نقمَةِ الجّليد
عينــاك الشجيّتان..
لحنٌ .. يُـردّدهُ النّهـرُ كلّ يــومٍ
على مسامعِ الطّبيعـةِ
علّها تحفظُ ودّ أمّه الغيمة
عيناك الوفيّتان لعزّة دَمعِ اليُتم
المعانقتان لنجمتينِ تحرثان
الأفقَ و تزرعان نورَ أناكَ
لو عيناك قطعتانِ من جحيمٍ
سأتحايلُ النزول إلى عُقرهما بالذي أملكُ!
عيناك..
الصارختان بشهيّة الدّهاء
المستكينتان كصَبر مُفتَرس
لا تروقـهُ إلّا الغـزالات
الطّافِحاتِ برشاقةِ العَدو
يالِ سِحْـر بلاغةِ البُنيّ
المتعدّي على الجاذبيّة
و يا سَعْدَ مَن تأثمُ الغرقَ
في حُلمهما و لا ترتجِ شـفــاعَـــة.
لكأنّكَ درَج من حريرٍ صاعدٍ إلى الجنةِ
ولكأنيَّ خَلقتُ من خيوطي سلّمَكَ!
*كان القمر طفلاً