د. نور الدين منى: أكاديمية “خلق الذرائع”

د. نور الدين منى: أكاديمية “خلق الذرائع”

زي بوست:

نتيجة لانبهار العالم وإعجابه بسياسات الإعلام السوري؛ وخلق الذرائع لكل قضية على ألسنة الإعلاميين والسياسيين…؛ تشير تسريبات شرق أوسطية إلى أنه تقرَّرَ إنشاء أكبر أكاديمية في العالم في الشرق الأوسط.

يحتمل أن يكون المركز في بيروت أو بغداد أو دمشق.. كما يشاع في الأوساط السياسية والدبلوماسية..
وبأن أكاديمية خلق الذرائع وفلسفة التبرير هذه؛ لتخريج مسؤولين ومستشارين سياسيين ومعلقين إعلاميين ومحللين استراتيجيين.

بحيث يتمكن الخريج ( هو/هي) من هذه الأكاديمية، وعندما يصبح مسؤولاً سياسياً أو إعلامياً أو مستشاراً ، أن يقنعك بأن قنابلَ العدوّ هي قنابل مطرية لري المزروعات.
وإذا تعرَّضَ بلدُك إلى صواريخ وهجمات من العدو وبصورة متكررة، يمكنه أن يعيد نفس التحليل.. حتى لو كان العدو مختلف والزمن مختلف.. دون أن يدرك المذيع أو المذيعة عن أي شيء يتكلم.

فمثلاً.. قد يظهر محلل إعلامي استراتيجي على التلفزيون السوري؛ بعد هجوم ليلي على أهداف سورية… وتسمع من المحلل ما يلي :

” تصدَّتْ قواتُنا لأهداف معادية.. قد تكون من الشمال أو من الجنوب.. فإذا كانت من الشمال فهي أردوغانية، وإذا كانت من الجنوب فهي نتنياهوية.
وقد اعتدنا على القصف الاسرائيلي من الجنوب؛ لامتصاص بهجة انتصاراتنا ضد الهجمات الاردوغانية ” .

وينفي وقوع أي خسائر.. وأن مضاداتنا أسقطت جميع الأهداف المعادية… وفي اليوم التالي؛ يتبين أن القذائف تكون موجهة ضد أهداف إيرانية على أراضٍ سورية.. ويرتقي بعض الشهداء.. ويخلق لك المحلل أعذاراً وأسباباً ومبرراتٍ، ما أنزل الله بها من سلطان .

في هذه الأكاديمية؛ سيتمكن المتخرج من تبرير دخول العدو إلى أرض بلد ما؛ إما بشكل روحاني – ديني؛ أو بشكل تكتيكي.

المهم.. الأعذار موجودة. وسيفلسف لك احتلال جزء من الأرض بالقوة؛ وبمساعدة بعض رجال الدين؛ أنَّ العملية لها أبعاد روحانية، ولها إسقاطات في الوطنية.. شريطة أن تبقى هناك عقيدة قتالية وثقة بالنفس.. لإعادة الشريط المحتل ولو بعد عشرة أجيال…
والمهم أيضاً عدم نسيان الأرض المغتصبة .

هذه الأكاديمية؛ سيرأسُها سوريٌّ مخضرم ( هو أو هي ) في الإعلام والسياسة ، وسيُعيَّنُ رجلُ دين نائباً لهذه الأكاديمية وسيتم الاستعانة في الأمور المالية بمستشار عالمي متعدد الجنسيات .

وهناك أقسام:
– قسم للدفاع عن مصالح الدول الصديقة …او ما يعرف محليا بالأصدقاء …

– قسم لتأهيل وتدريب السوريين على عدم الحساسية المفرطة من أعلام الدول العدوّة والصديقة..

– أقسام تفتح عند الحاجة أو الضرورة…مثلاً: يوما ما بعد التصالح مع تركيا؛ ستتحدث الكراسات والمقالات والفيديوهات عن العلاقات التاريخية والأخوية بين الجارين سورية وتركية.

– قسم متخصص في فلسفة وآليات إقناع الشعوب.. ضد مصالحها..
أن كل حراك شعبي في دول الشرق الأوسط؛ مرده مندسون، يعملون لصالح الامبريالية العالمية والصهيونية والماسونية.

– قسم خاص جداً… يعمل لمحاربة الإحساس بالمواطنة والانتماء؛ وتقبُّل الإهانات من الأصدقاء في أرض البلد؛ بدوافع وتبريرات الوفاء للصداقة والوطنية.. وبغطاء تفسيري وتأويلي ديني جاهز.

إن كنتم في شك من هذه التسريبات..فعند أم شعيب الخبر اليقين..!!

طابت أمسيتكم…
١٦ أيار ٢٠٢٠

*المصدر: صفحة الكاتب في فيسبوك

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s