عبد الرحمن الإبراهيم: كي تنامي

عبد الرحمن الإبراهيم: كي تنامي

زي بوست:

نامي على أسرار قلبي ..
واغمسي الأحلامَ في روحي ..
لأرسمَ في مدى عينيكِ غيماتي ..
وأحفظَ سورةَ الكحل المبينِ ..
من المرتّل في الرموش الغافيات..
على الهيامِ

نامي على شباك قلبي..
نسمةً
حَمَلَتْ من الحبق العتيق..
قصيدةً
فاحتْ تفاصيلُ الكلام بعطرها
من قلب أوراق الكلامِ

نامي على شط الوريد..
بظلِّ هاجس وردةٍ
أنتِ ارتكبتِ عبيرَها
منذ استمدّتْ من دمي
حزنَ اليمام

نامي بأمسي ..
أو قريباً من غدي
كيلا تراكِ ، الآن في ليلي..
خفافيشُ الظلامِ

اليوم طائرة اللدود استطلعتْ
ورقَ القصائدِ..
والسطورُ مدجّجاتٌ بالهديل وبالغرامِ

نامي جميعُكِ في دمي
ولْتَخْلعي عنك القوافي الساطعاتِ بدمعتي
نامي فكحلك لن يخاف الحقدَ ..
مادامت ملاجئك الحميمة..
في عظامي

نامي فإن النومَ بين الغارتين..
تنفُّلٌ
والسهدَ بين قذيفتين..
فريضةٌ
والحبَّ بين شظيّتين..
نبوّةٌ
يا أنتِ يا نسغَ النبوّة ..
آمنَتْ فيكِ القصيدةُ كلُّها
وتعلّمتْ ، من كحل عينيك المخضّل بالأنا ،
أدبَ الجهادِ ..
وفقهَ آيات السلامِ

نامي كحزن الصيف ..
في أوراق داليةٍ ..
يقطِّرُ ، من ضروع حَلالها ، الخمّارُ ..
أسرارَ التنسّكِ بالحرام

نامي بحفظ قصيدتي
يا خمرَها ورغيفَها ..
يا وردَها ورصاصَها..
يا شِعرها.. المشغول ..
من جفن المظاهرة العنيدة ..
من زغاريد الصبايا
في عيون الشهداءْ

من كلِّ حرفٍ قُدَّ من أسماء محبوباتهم
لازال منقوشاً كنجمٍ
في جدار الليل
ليلِ المعتقلْ
لازال محروساً
بلون دمائهمْ
لا زال..
في زنزانةٍ وسِعَتْ وطنْ
نامي أيا وطني الذي لولاه
بتُّ بلا وطنْ

وطّنتُ روحي مقلتيكِ..
لكي أرى
وهي التي قد وطّنتك بمقلتيَّ ..
لكي تنامي !!!!


*كوخ الحرية (الصورة)
في 22 نيسان 2016 م

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s