دينا عاصم: عنصري صغنن.. بسملة بنت سوداء.. تزوجتها لأن رائحة جسدها تشبه البهار.. سمرا اوصفي بيضا اقصفي

دينا عاصم: عنصري صغنن.. بسملة بنت سوداء.. تزوجتها لأن رائحة جسدها تشبه البهار.. سمرا اوصفي بيضا اقصفي

زي بوست:

شرطي مينيسوتا.. قتل رجلا من أصل افريقي بوضع ركبته على عنقه حتى الموت… قتله دون سبب إلا الغل والعنصرية والاحساس بالجنس الآري المتفوق…
ومن حوالي سنة قال مدرس لغة عربية لطفلة صغيرة اسمها بسملة لم تتعد العاشرة.. قال لها بكل نذالة وقلة ذوق اكتبي على السبورة (بسملة بنت سوداء) ساعتها كتبت نصا عن الواقعة.. كتبته وأنا أبكي كسرة نفس طفلة صغيرة جميلة لا ذنب لها في هذا التخلف الإنساني والعقد الدنيئة… وقامت الدنيا وقعدت ولم نتغير.

في الدول الشرق أوسطية يخفي الكثيرون مثل تلك الخفايا المريضة فنجد مثلا شعبيا أحمقا يقول (سمرا اوصفي بيضا اقصفي) قالتها لي صديقة من زمن بمعنى إذا كانت الفتاة بيضاء فهذا يكفي أما لو كانت سمراء فيجب أن تقول سمراء ولكن .. مثلا… شعرها ناعم… وهكذا…
ففي ثقافتنا نحن ولاد العرب أن البياض هو الجمال… والسمار نقيصة وعيب.. نظرة قاصرة جدا لا تضاهيها سوى نظرة أخرى قرأتها في مجلة ألمانية عن سبب اختيار الرجل الأشقر لزوجة سمراء والله قرأت العجب … أحدهم قال إن لجسدها رائحة مميزة تشبه البهار؟؟ وآخر قال إن التجاعيد لا تظهر على وجهها سريعا مثل الشقروات… لا أتذكر باقي الإجابات ولكني توقفت تماما أمام تقييم الإنسان من خلال لونه… ولو أرجعوا موضوع زواج السمر بالشقراوات والعكس إلى الانجذاب اللوني وهذا فطري فهذا مقبول فالشرارة لا تنطلق إلا بين السالب والموجب أي أن الاختلاف جميل ويولد شرارة الجاذبية ولكن دون تمييز .. ولكني أتعجب من الكثيرين الذين يعتبرون السمراوات أقل جمالا… هذه النظرة القاصرة والتي تدل على جهل ليس فقط بأصول تقييم الإنسان ولكنها تدل على ضعة نفس وجهل عميق بجمال الاختلاف وقدرة الله في تنسيق هذا الكون وتجميله وإعاقة ذهنية في تذوق الجمال..

منذ سنوات قصيرة لا تتعدى أصابع اليد عانت ابنتي لي لي من مثل تلك النظرة وكانت بالصف الأول الابتدائي وذلك لأنها سمراء رغم جمالها اللافت..!
والغريب أن من اضطهدها أطفال في مثل سنها وقمت بجهد رهيب لكي تعرف ابنتي أنها أجمل وأرقى من كل هؤلاء، علمتها كيف تواجه التنمر ، والغريب أن بعض المدرسين أيضا كانوا يتساءلون بغباء مطلق… ازاي أنت سمرا وتوأمك شقرا؟؟ وكانت لي لي ترجع لي حزينة… الان هي تلك الجميلة التي يحاول كل زملائها التودد لها ولكن من للصغيرات الأخريات؟؟

كنت أعمل مع زميل عبر الانترنت وكان متحمسا جدا لعملي وكتاباتي وحدث إن طلب مني صورة ليضعها على مقالاتي وخصوصا التي يسرقها بعض المجانين وينسبونها لأنفسهم، وبهذا يتم توثيق النص وصاحبته.. وتأخرت قليلا في إرسالها فقام هو بالبحث عن صورة حتى وجد صورة لصديقة عندي اعتقد أنها أنا وكانت فتاة جزائرية سمراء من أنقى وألطف الشاعرات. بعدها شعرت بفتور في معاملته واستغربت حتى وجدت صورة الصديقة على نصي الشعري فقلت له ما هذا هذه ليست أنا.. وأرسلت له صورتي.. وطبعا عاد الحماس.. لكني أنا لم أعد للعمل معه!

النهاية يعني.. هذا حديث ذو شجون… والكلام جاب بعضه.. ففي داخل الكثيرين منا عفريت عنصري صغنن.. يحاول أن يخفيه.. بجد ما أحقر العنصرية والنظرة المتعالية وعلى رأي الإمام الشافعي.. ما تكبر أحد الا لمذلة يجدها في نفسه.. هذا الشرطي القاتل لا بد وأنه حقير في داخله، هو يعلم جيدا أنه وغد لذا يمارس ساديته على خلق الله.. مازلنا قوم فينا جاهلية وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s