دارين زكريا: أنا وهي

دارين زكريا: أنا وهي

زي بوست:

 
 
أنا المجنونةُ الوحيدةُ هَاهُنا
المجنونةُ الواضحةُ
كقبلةِ النّـور للشمس
هذا ما سَـرّه لي قريني
في لحظةِ صفاءٍ دامس
عرضتُ الجملةَ بتجرّدها
على عقلـي الباطـن
هكذا .. كأنها الصحوةُ الأولى  
لفتـاة تفتقـرُ لرضى الجّمال
ابتـســمَ بخبـث و فـتـحَ
شبيهاتها من صور الذاكرة
ليؤكـّدَ حقيقـةَ ما قِـيـل
فشاحنهُ عقليَ الـواعي
ببراهينَ كثيرةٍ لطالما تغاوى بها
ماضِيـه لينـفيَ افتـراءَهُ القبيـحَ
أحاولُ أن أفكّ الاحتدامَ بينهما
فأسألُ نفسي الجالسةَ كاليتيمةِ
في زاويةٍ بعيدةٍ عن الشّبهات
عن حُجّـة أتّكئ عليها بثقة عاقلة
 
لا أجـاوبـنـي
أتــرُكـنــي هــكـــذا
لا معلّقة و لا مطلّقة
تعترضُني دارينُ الصّغيرة
و تعـتــرِضُ علـيّ
أحـفـرُ لها قبـراً واسعاً
أدفنها سريعاً ومن معها
أخـافُ أن أسـتعيـدَ زمنهـا
و أغـدو بـلا أنــا
أنثرُ الترابَ ليشربَ دمعَ عينيها  
و يخنقُ فمَها الثّـرثــار
همسـتُ لهـا يا حبيبتي:
الصمـتُ فـنٌ
حاولتُ أن أتعلّمَـه طويـلاً
فـبَلى لسـانيَ بالخَـرس
أكرهُ فمَكَ البَريء و قلبكَ الأخضر
نـاظـريْ قلبـيَ الآن
لقد صبغَتـهُ الليالي الطويلةُ
بـســوادٍ أصيـــل
فعافَ النهاراتَ كلّها
الـنهـاراتُ كــاذبــةٌ
كالحبّ الوحيد للرجل
سلّم الفجرُ عليّ الآن يداً بيد
وهبني سلةً مليئةً بالأمـاني
و طلبَ مني أن أحشـوَ عقلـي
كلّ قلقٍ بحلْمَين و نصفِ أمل
 
ليشعرَ بالخدرِ الّلذيـذ و يغفى
لقد ثرثرتِ اليومَ كثيراً يا عزيزتي
زادَ الفـجــرُ بحديثـه لي
حينها تيقنتُ يأني
لم أقبر دارين الصغيرة كما يجب
ما زالَتْ توسوسُ لقريني
بأني مجـرّدُ ظـلٍ لها
سـأعيـدُ الـكــرّةَ غـداً
تصبحونَ على خيـر.

*كان القمر طفلاً

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s