عبد القادر الحصني: ظلٌّ من نار لسفرجلة الليل (من ماء الياقوت)
زي بوست:
أنتَ ما أعمق الجرحَ بيني وبينكَ!
ما أعمق الحُبَّ بيني وبينكَ يا سيّدي!
أنتَ لو شادنٌ غيرُ عينيكَ…
لو جائرٌ غيرُ عينيكَ…
لولا شرِقتُ بعذبٍ سوى الماءِ
لو ضاقَ غيرُ الفضاءِ
لأطلقتُ روحيَ ندَّابةً في العراءِ
تولول : أين حبيبي على وَحشة الكونِ؟
أين حبيبي؟
أيُعْقَلُ أنْ أنتَ صُغتَ شناشيلَ هذي المجرّاتِ
في طيلسان الفراغِ،
وأحكمتَ: ما دائرٌ في السماوات إلاّ بِقُطْرٍ
وخلّيتَ قلبي على حجرٍ
مجهشًا بالبكاءِ؟!
وخلّيتَ قلبي؟!
فأحرقُ من أيِّ طفلٍ تشهّى على اليتم أمًّا
وراهبةٍ تشتهي الإبنَ نارٌ
إذا التقيا، ذات ديرٍ
على باب غرفتها
في المساءِ
فأهدتْ إليه الأزاهيرَ حمراءَ
بيضاءَ
من حقلها
والفراشاتِ زرقاءَ… زرقاءَ
منقوشةً في الإهابِ
على صدره الغضِّ والكتفينِ
وفضَّت على ياسمينته نبعَها البكرَ
شمسًا، من العشق تدمى
لماذا أنا الطِّفلُ دوما؟
وأنتَ السِّوى الأبديُّ
تورِّطني في أرقِّ القواريرِ
ثمّ تعينُ عليَّ الخواءْ
***
مَنْ تراكَ ؟
إذا أنتَ أفردْتني في القفارِ
ضريراً تسوط بيَ الريحُ وجهَ الحجارةِ
مَنْ سيراكَ؟
ستظما، وما مَنْ يبلِّل فاكَ
وتعرَى، وما مِن قميصٍ سوايَ
وتُلقي بوجهكَ في راحتيكَ
على كوكبٍ باردٍ شامتٍ
صنعته يداكْ
***
من رجيع المقالات أنّيَ نافذةٌ
لا يطلُّ سواها عليكَ
وخابيةٌ كل خمركَ فيها
وأنكَ لولا حنيني إليكَ
سفرجلةٌ في العماءْ
دمشق 1986
*مختارات: من صفحة الشاعر في فيسبوك