د. نور الدين منى: مؤتمر صحفي.. هل كانت ضربة معلم أم؟!

د. نور الدين منى: مؤتمر صحفي.. هل كانت ضربة معلم أم؟!

زي بوست:


بعد أن استمعتُ للقسم الأكبر من المؤتمر الصحفي؛ للسيد وزير الخارجية وليد المعلم… وردِّه على تساؤلات الصحفيين المشاركين… إلى أن انقطعت الكهرباء فجأة… فقمتُ، وشربتُ كأساً من الحليب الساخن، ولكن أضفتُ إليه هذه المرة الملح بدلاً من السكر؛
على الطريقة المنغولية….

فسجلتُ الملحوظات الشخصية التالية؛ على المؤتمر الصحفي :

– السيد الوزير وصحبه الكرام والإعلاميين؛ جمعيهم بدَوا بصحة جيدة وعافية ونشاط.. والحمد الله.
وهذا يعني، أن الفقر في سورية لم يمر بجانب تلك الشريحة… من خلال ما ظهر من الأناقة والألق والمظهر اللائق.

– كذلك بالنسبة للإعلاميين وتفاعلهم للأسئلة.. والتي يعرف الكاتب من خلال  ما نمي إليه من كان بينهم، أن الأسئلة كانت موزعة عليهم.. شرط ألا يخرج الإعلامي ولو بحرف واحد عنها.
ولكل صحيفة أو جهة إعلامية السؤال لمرة واحدة.. وكل ذلك مبرمج ومقدر بحسبان.

– في الحقيقة؛ ومنذ بداية وعيي السياسي والفكري؛ ومنذ حرب 1967.. حيث كنت طالباً في الصف السادس؛ ومن بعدها؛ وخلال مراحل حياتي العملية والعلمية؛ وحتى مشاهدتي لهذا
المؤتمر الصحفي …
فإن ما يثير استغرابي، هذا الخطاب السياسي المستنسخ وراثياً منذ 1967؛ في تقييم الظروف الدولية؛ وإظهار سورية أنها المحرك الرئيسي لكل السياسات والاقتصاديات والألعاب والمهرجانات والتكنولوجيات في العالم.. مع تغيير أسماء الأعداء والأصدقاء
من فترة لأخرى؛ ومع تغير الظروف.

–  ويشعر المتتبع، أنه أمام خطاب سياسي مستنسخ مكرَّر.. وفي نفس الوقت؛ لو سألتَ آلافاً من الناس في الدول، التي نسميها أحلاف وأصدقاء، لما استطاعوا معرفة موقع سورية على الخريطة.
ونعيد ونكرر، أننا مركز القرار السياسي العالمي…..!!
ونظهر في حلة من الألق المظهري والتباهي، وكأن العالم كله يسترضينا أن نقبل الحديث معه..
وفي نفس الوقت كما كانت تقول ستي : ” ما حدا مكيَّل بعلبتنا أو مكيالنا “.
متى سنتبنى الذهنية السياسية التي تنسجم مع العصر.. ونتحدث للشعب السوري بلغة يفهمها: موضوعية وبراغماتية وصادقة وشفّافة..؟!!
  والشعب يعلم.. أن هذه التصريحات؛ كلها أو معظمها غير دقيق، ويفتقد المصداقية.

– كيف يمكن للعقل السوري، أن يصدِّقَ، ويمضغَ.. أن دولةً بحجم أمريكا؛ تستطيع رغم ما يجري بها، أن تفرضَ عقوباتٍ على روسيا وإيران والصين ومعظم الدول، ثم نقول أنهم يستجدوننا بهذه الطريقة..؟!! .

–  متى سيتحدث السياسي السوري  ويفهم الذهنية الغربية، عما يقصدون..؟! فعندما ينطق السياسي الغربي والأمريكي بمصطلح أو عبارة، يتلقَّفُها السياسي السوري، ويترجمها بذهنيته المستنسخة منذ عام 1967.. دون إسقاط  على التغيرات الدولية.

– ببساطة.. قال لي اليوم شخص؛ بالرغم من أن تحصيله العلمي متوسط؛ لكن يبدو أن ثقافته أكثر وعياً..
معلِّقاً على المؤتمر الصحفي : كيف لوزير خارجية؛ أن تكون إسرائيل تحتل جزء من بلده.. وتركيا تحتل جزء من بلده.. والأمريكان يحتلون جزءاً من بلده وحقول نفطه.. وجزء من السوريين (الأكراد- خارج سلطة الدولة ) يسيطرون على جزء كبير من الأمن الغذائي والنفط .. والأصدقاء والأحلاف جزء من الشعب يتبع هذا الصديق، وجزء  آخر يتبع الصديق الآخر ..وحقولُ القمح تحترق عندنا…!!

–  والآلاف من المرتزقة السوريين؛ الذين تجنِّدُهم روسيا لصالحها في ليبيا… ومرتزقة سوريون آخرون يعملون لصالح تركيا في ليبيا؛ لمحاربة الشعب الليبي الشقيق؛ من كلا الطرفين (وأمة عربية واحدة..ذات رسالة خالدة…) وأعتقد أن وزير الخارجية وليد المعلم، سمعَ بذلك.
وتمنيتُ، أن أسمع رأيه بالمرتزقة السوريين في ليبيا…!!!

–  فلو أن تجنيدهم كان لحماية حقول القمح من الحرائق أليس من الأجدى؛ بدلا من محاربة الأشقاء الليبيين؛ مقابل المال..؟؟!!! 

– هل يعرفُ وزير الخارجية، ما هي الأسباب التي دفعت الشباب السوري، أن يعمل الآلاف منه كمرتزقة لأول مرة في تاريخهم…
وما لهذا العمل من تأثير نفسي، تقشعر له الأبدان..؟!!!!

– في أيلول؛ عام 2019؛ وفي نيويورك؛ وعلى هامش فعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة؛ فاجأَ وزير الخارجية المعلم الحاضرين؛
بإنكار معرفته لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو.
  قال المعلم : من بوميبو..؟!! أنا لا  أعرفه..!!
فرد عليه المراسل : إنه وزير خارجية أمريكا.. فرد الوزير المعلم : منيح ..أنت تعرفه، أنا لا أعرفه..!
واعتبرَ بعضُ السوريين والوفد المرافق له الردَّ شطارة وحنكة دبلوماسية.. 
بينما في الغرب؛ لا يعتبرونها حنكة.. إنما شيء آخر..!!!!

–  بينما في هذا اليوم؛ في المؤتمر الصحفي حزيران 2020؛
يبدو أن وزيرنا أصبح يعرفه.
فيقول الوزير المعلم، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والمبعوث جيمس جيفري.. وصفهم بجوقة من الكذابين.. لأن من يريد مصلحة الشعب السوري، لا يتآمر على لقمة عيشه.
فهل نحن نتوقع من أي وزير خارجية لأي دولة ، أن يهتم بلقمة عيش السوريين؛ إلا القيادة والحكومة السورية فقط..؟!!!

– ورداً على قول السيد الوزير؛ أكثر من مرة؛ بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه..!!!!
كم تمنيت من أحد الإعلاميين، أن يرفعَ يده،
ويسأل: ما هي إحداثيات؛ ومعنى الشعب السوري..!!
ما هو المقصود يا سيادة الوزير بالشعب السوري حالياً..! والذي يقرر مصيره..!!!
ما تعداده..؟!! ما مكوناته..؟!! أين هو متواجد حالياً..؟!!!

– من يستمع للسيد الوزير وليد المعلم.. حيث التفاخر السياسي والتباهي بأعلى قمة…. وبأن الأمريكان يسترضون خواطرنا لنتحاور  معهم …!!!!!  ليظُنَّ المستمع وكأن
هناك قوة سورية على المقلب الآخر.. تحتل بعضاً من حقول النفط في تكساس؛ وبعضاً من بيارات البرتقال في كاليفورنيا….
وأننا لن نتركَ ممتلكاتِهم، حتى يغادروا أرضنا وآبار نفطنا؛
شرق فراتنا…!!!

هل ما سمعناه في المؤتمر الصحفي ضربة معلم ؟!!

رغم أن الجرعة الكبيرة من الصمود والتصدي والتفاؤل التي حصل عليها المواطنون من المؤتمر  كافية لتنشيط السوريين
حتى خروج كل القوات الأجنبية من الأرض السورية…!!

طابت سهرتكم …
٢٣ حزيران  ٢٠٢٠

نورالدين منى

*المصدر: صفحة الكاتب في فيسبوك

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s