دلشا آدم: أين أغاني الطفولة في المكتبة الفنية الكردية؟!
زي بوست:
ردولي الطفولة !!
الذاكرة الفنية الكردية ، تلك الذاكرة التي تتأرجح مابين ماضٍ غني وحاضر يبحث عن الهوية والوجود .
وبطيف فني متنوع من الأغاني الملحمية والتراثية والطربية بينما نجد الآن المكتبة الكردية تفتقر إلى عنصرٍ في غاية الأهمية ألا وهي ( أغنية الطفل ) .
تلك المرحلة العمرية التي تعتبر من أهم المراحل التكوينية الحاسمة من مراحل عمر الإنسان.
وهنا أتحدث عن مرحلة الطفولة المبكرة وما للتأهيل التربوي من دور في بناء شخصية الطفل المستقبلية .
وبما أننا نركز هنا على البعد التربوي للأغنية والموسيقى بشكل خاص في تنمية الطاقات والمهارات لدى الأطفال إضافة لتنمية الحس الجمالي وتنقيته من الشوائب والأهم من كل ذلك تعزيز الثقة بالنفس .
وكما هو متداول ومعروف أن الموسيقى هي خير علاج ومساعد لتعزيز الشعور بالهدوء والاسترخاء وهي جزء لا يتجزأ وجوهري للتطور المعرفي والذهني لدى الأطفال بدراسات وبحوث مثبته ومن خلال فترة اطلاعي ومتابعتي للنشاطات الفنية لأطفالنا شعرت في الكثير من المرات بغصّة ومرارة وأنا أتابع براعم الغد وهم يغنون تشوب ملامحهم مظاهر واضحة للألم والقهر ونغمات الشجن لا تفارق تفاصيلهم الملائكية وهي حالة تجذرت فيهم ولابد من إيجاد السبل الكفيلة بالتخلص منها .
هنا تبادر إلى ذهني السؤال .. السؤال نفسه الذي يأبى أن يفارق مخيلتي ويفرض نفسه بالحاح
من المسؤول عن هذه الكارثة الاجتماعية في بناء جيل محمل بهذا الكم الكبير من ثقافة الألم والتي توارثها أطفالنا دونما أدراك منه وبحكم التقليد ، أين هم من ثقافة الشعوب وسط توافر كافة وسائل التواصل والتفاعل ؟
كم كانت فرحتي كبيرة حين تفاجأت بفنان مختص منهجاً وعلماً وهو ينشد للطفولة في مجتمع اللامبالاة هذا وما أثار دهشتي أكثر غياب الدعم الفني والإعلامي لمثل هكذا إبداع ومشروع تربوي إن صح التعبير .
فنان شامل يمتلك كل أدوات مهنته من تلحين وكتابة الأغاني ، مغني ورسام، ربما تكون تجربته حديثة العهد في المجال الفني ولكنها الفريدة أيضاً حيال الأعمال المتقنة التي يقدمها في إطار لا يخلو من المرح والثقافة والإبداع محافظا بذلك على ذاكرة الماضي بصور شعرية عن مرحلة الطفولة متمكنا بذلك من أدواته الموسيقية ليكون بذلك نافذة مضيئة على عالم الطفولة ومصدر سعادة كانت غائبة عنهم .
إنه الفنان : شيرزاد عفريني من أرض الزيتون وجبال ليلون الشامخة ،
موسيقي ومؤلف وكاتب ومدرس لمادة الموسيقى فى السويد .
له العديد من الأعمال الفنية الغنائية لكن من أهم أعماله التي تخص الطفولة هي :
– Çar werzên salê hene ..الفصول الأربعة
– çix çix lê Beqê ..الضفدع
– Şeytanokê ..الحلزون
– Mişko ketye embara me .. الفأر دخل خزانتنا
– Berxika min sipîye ..خروفي الابيض
وغيرها العديد من الأعمال الفنية التي تغني مكتبته الموسيقية .
وبإضافة منه وبلمسة فنية حداثوية للمكتبة الفنية الكردية يمتعنا بأنغامه .
فنان يستحق كل الدعم والمتابعة .
وختاما أكرر وأقول أن بناء وتكوين شخصية الطفل أهم بكثير من رفع تلك الشعارات التي لم تعد تغني ولاتسمن لأنهم المستقبل الذي لابد لنا من الاتكاء عليه يوماً ما .
تعالوا لنسلط معاً الضوء على المواضيع والأمور الأكثر أهمية في مجتمعنا سيما الحيوية منها والمدرجة على رفوف الأهمال ولنفتح الأبواب على مصراعيها للعقول النيرة وايلاءهم الاهتمام ومدّ يد العون لهم وهنا لايفوتني أن أتوجه بالنداء إلى الإعلام وأصحاب رؤوس الأموال بالمساهمة ولو بحزء يسير لتأمين مستلزمات هؤلاء من ذوي الاختصاص كواجب وطني وقومي وإنساني من أجل حماية أطفالنا وإعادة صياغة البسمة على شفاههم وإدراج الأمل إلى قلوبهم ونفوسهم .