مروى بديدة: يجيء الليل مرصعا بتبر النجوم
زي بوست:
يجيء الليل مرصعا بتبر النجوم
والقلوب الولهانة محملة بالأهواء
وفي زمن الخفة يضيع المعتوه حبيبه
يا إله الطموح والأحزان
مرة تضخ فينا فرحا جديدا
ومرة بالكآبة المجهولة تصقل نفوسنا السقيمة
يجيء النهار واضحا ومفضوحا
آن يترنح الأرباب بكبر ووقار
وفي عيونهم يشتد الغيظ والحنق
في الباحات المقفرة يسير العبيد في ثقل وخنوع
مكبلة أرساغهم بأغلال
وسمرة أديمهم لامعة ، زنبق أسود في رغد التلال الفسيحة
حيثما ستندلع الثورات المجيدة مجددا
وتنال السلالات المضطهدة حياتها الكريمة
لقد عشت في هذا البلد و تنقلت فيه حذرة
أحببته وغنيت لأجله وأنشدت الأناشيد الغريبة
أحببت فدافده وفيافيه
ركضت في المروج وفي البراري الموحشة
أنا الغزال الغرير ، نجوت من المطاردة والفخاخ
و حينما تحين ساعة الشمس الغاربة أهرع إلى وكري المقدس سريعة و بلا أصحاب
انحنيت عمرا طويلا ألمع أشيائي العزيزة
ثم ظننت أن هذا يدعى حبا
لم يكن في حوزتي سوى أحذية ضيقة و مهترئة
أما قلبي فقد كان ضخما وعظيما
يطمح بخف واحد يمكنه من الدفء و الطيران
لم أخن ذاكرة القدم التي في أعماقي
وبقيت حافية أجرب موضة حديثة تخصني وحدي
أحبك بمفردك و أكره صحبتك القديمة ومعارفك السيئة
أنت المنحة الأولى التي كانت نصيبي من السماء
فتحت لك الأبواب والشبابيك
أردتك أن تتنقل بحرية في ردهتي الداخلية
وحينما لمحت أجنحتك العملاقة خفت أن تحلق بعيدا وأخسرك
لكنك جلست القرفصاء
و فوق تلك الأجنحة
قلت لي نامي بسلام حتى أنقذك من شر هذا الكون
وأجوب بك الفضاء المخملي في الأعالي السامقة
كنت وحيدة وسأعيش معك مذ هذه الساعة
سأغمض عيني وأنزل معك إلى الدهاليز
و نمسك الخناجر والمسدسات
سنقاتل لأجل روحينا وكل الأرواح الطيبة
أنت تهتف بالشعر والأغنيات
وأنا أقدم لك أقداح الماء و النبيذ حتى لا تعطش