عبد القادر حمّود: وريث الفراغ


عبد القادر حمّود: وريث الفراغ

زي بوست:


(سيولد لي بعد شهرٍ ولدْ)
بيوم الثلاثاء، أو ربما كان يوم الأحدْ
وقد يتأخَّرْ..
ليومٍ وأكثرْ
ولكن على أي حالٍ ستأتي الولادةْ
ويأتي الوريث ليحضر (حفلة) تتويج والده ملكاً أو أميراً على مدن الريح والكلمات المعادةْ
سيأتي، ويُفسَحُ كلُّ الحضور مكاناً لهُ، ويكون بإمكانه أن يمارس كلَّ طقوس الشقاوةِ و(الشيطنةْ)
فيمكنه أن (ينطَّ) كقردٍ
ويمكنه أن (يخربشَ) كالفأرِ
أو أن (يمطَّ) اللسانْ
ويمكنه أن يطال العمامة والصولجانْ
ويمكنه أن يبول (هنا).. و(هناكَ)، ويختار ما شاء من أمكنةْ
أليسَ هو ابن أزمنة، لم تكن قطُّ كالأزمنةْ؟!!..
أليس هو ابن (شيخ الشيوخ)
و(مسخ المسوخ)
وسيد هذا الفراغ، وسلطان تلك الرمالْ؟!
أليس هو الوعدُ، والوغدُ، والمبتدا، والزوالْ؟!..
سيولد ساعة نحسٍ، ليحضرَ طقسَ انحناءٍ، ويكبرْ
وسوف يشبُّ، وفي ظنّه أنه (الزير)، أو أنه فارس القوم (عنترْ)
وقد لا يعي حجمه المجهريّ، وحجمَ أبيهْ
وأن الإمارة تلك مجرّد تيهٍ يقود الخُطا نحو تيهْ
فقولوا له أن يروووووووح…
يجرجرُ حبلَ مشيمته، السرَّ، يغرب عن جهتي، ويروووووح
فإني سليلُ الطحالبِ منذ قرونْ
أَلِفْتُ الرطوبةَ في ليل أقبيةٍ، قيلَ عنها سجونْ
أَلِفْتُ الزواحفَ فيها، أَلِفْتُ القوارضَ والرخوياتِ فيها
أَلِفْتُ شقوقَ الجدار (المُسخَّمْ)
وإنّي لأعلمْ
بأن الإمارةَ تلك محيطٌ من الملحِ..
أسوارُهُ بِدَعٌ لا شبيه لها (غير ما في جهنَّمْ)
شرابٌ من الوجع، القحطِ، والسرُّ علقمْ
فقولوا له أن يروحْ
فإني ندمتُ كثيراً بلحظة أن قيلَ ثمّة حملٌ مؤكّدْ
ندمتُ لأنَّ الأميرَ الصغيرَ سيأتي، ولا شيء ينتظرُ الطفلَ غيرَ شقاءٍ مؤبَّدْ
فقولوا له أن يروووحْ
وقولوا له إنْ أصرَّ على ما يريدْ
وظلَّ على (سكَّة المرتجى) كقطارْ
عليه انتظاري فعمّا قريب سيُطفئُني طولُ وَهْمٍ، وطولُ انتظارْ
وعمّا قريبٍ سأدخلُ كـ(الفاتحين) كهوفَ الغبارْ
لأُطلقَ صافرتي..
وأفيضَ على الحالمينْ
بوعدٍ جديدٍ، وألفٍ خطابٍ، وألفِ شعارْ

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s