
مقطع من روايتي الأخيرة (حاجز لكفن):
(ها هو الضابط بدوره، يستمتع برميها أمام وجهي. يجللني بعار إيحاءاتها الموجعة، التي جعلت ذهني يتخبّط كالغريق بين الأمواج المتلاطمة، يستنجد بوهم قشّة يتمسّك بها ليطفو على السطح.
وجدت نفسي أتوه في تلاطم ألوان تلك الثياب الفرحة الزاهية، يتراءى لي ازرقاق سروال الجينز الضيق، بل ألوان الطيف المتماوجة في الفستان المزهَّر القصير، وألوان الثياب الداخلية الزاهية، وهي تتساقط متراقصة أمام وجهي. تنسلّ منسابة متلبِّسة جسدي المتهالك، تعيد إليه جمال الروح الهاربة من صفعات الخوف المتلاحقة دون هوادة، تكلل زهوهُ بانسيابية الوجود، بتدفق النبض في الحياة والشرايين المتخثرة.
فجأة، وجدتني أتّكئ مسندة ظهري المنطوي تهالكاً نحو الخلف، وقد لففت ساقاً على ساق، وامتشقت سيجارتي كالسَّيف المشرع أنفث دخانها في وجه الضابط بثقة وتحدٍّ جمّ، وأنا أنصت باسترخاء لكلماته اللاذعة المثيرة التي يقذفني بها، ساخراً بفسق ماجن منّي ومن انسياب زهوة الألوان على جسدي الفارع، بساديةٍ فضحت اندلاع شرارة شهوةٍ توقدت بريقاً مسعوراً في عينيه الضيّقتين.
– شيء مثير فعلاً! حتى الإرهابيات الملثمات بحجابهِن بيقدروا يكونوا مثيرات،)
* المصدر: صفحة الكاتبة في فيسبوك