
قاسم اسماعيل: في حضرة الهيام
قبل قليل كان جبروته
يعصف بالمتجذر منذ الأزل
منذ لحظة هز الكون بقلبه
كان يقف على جبل
هيج البحر بزفرة
ما باله خمد ؟
ياويحه خطا إلى حتفه
أذلته ألحاظ كالصوارم
وشفاه مشبعة بالدم
رمته نسمة على موطئ الأقدام
اثقلت كاهله ريشة طائر
وغاص في الوحل بعد أن كان يعتلي جبلاً
—————————
أُحاول الوصول إلّي
أتلمس الزقاق المعتم
لا أبصر شيئا ولا بيوت العناكب
أخطو خطوة بعد خطوة
خطوات ثقيلة ، مهزومة
تتكسر تحت أقدامي أعناق النوارس
فأتذكر أن البحر من دفن الشفق في أعماقه
زقاق بلا سراج ، بلا نهاية
و المسافة بعيدة بيني وبيني
—————————————————————
أنا ابن كوكب الأرضِ البائس
وضعتني أمي بين حجرين
في كهف
ثم مضت
قَضَمْتُ رؤوس أصابعي وأتممت
الرضاع حولين كاملين
سحلتني عقارب الساعة
ووضعتني في أحشاء قوقعة ثم إذا تقيأت
خرجتُ لزجاً بليداً معدوم الضمير
أقتحم حرمة الطبيعة
أبيدُ أجناسا
إذا ما نازعتني على الوجود
أستبيح ماء النهر
لا لأتطهر ، بل لأترك فيه
بعضا مِن قذاراتي
وبدأت أطلب الدماء
بما استطعت إليه سبيلا
لا غذاء سوى الدماء
بعد حين سَننصت لصهيل هابيل
يصيح في جذع شجرة
ينوح في بئر
يخرج صداه من أرحام الجبال
ومن أعماق البحار
سلام من هابيل لأهل زُحل
شكراً لكم على ما تقدمونه من مواد ادبية جميلة ، تسمو بالفكر و تُصفي الروح مما يشوبها كل يوم بسبب واقعنا المرير
إعجابإعجاب