
قاسم اسماعيل: خواطر
زنزانة منفردة
شيئٌ ما يشبه الجُحْر
كصدعٍ في حجر
رَطبٌ كطحلبٍ لزج
تفوح من جدرانه رائحة الدم
ما تزالُ جُرذانُه على قيد الحياة
برغمِ رائحَته النتنة
قذفتني إلى داخله يدّا سجان
ثم خطتا رقم الجثة “٥٦”
——————-
انتحار مع سبق الأصرار
أتتبعُ خطوات الموت
أُلاحقه ، أبحث عنه
بين أكوام ورق الشجر الأصفر
على رصيف الحرب
في خندق الجندي
في فوهة المدفع
في مناقير الغربان البقعاء
في عيون بومة أذناء
في غابة عذراء
في غربتي
أجده
ثم أستكين إلى الأبد
——————-
دعيني أرحل
دعيني أرحل
فقد سئمت حلبات المضاجعة
ومللت أجساد النساء وعطرهن
ضجرت من فحولتي
ونهودهن
دعيني أرحل في عتمة الليل
أمتطي ظهر نجمه أو في النهار
أختفي خلف السحاب
لأبحث عن حبٍ بلا جسدٍ
كيف يكون الحب عذرياً ؟
وكيف يكون العشق ابدياً؟
وكيف يكون قلبي شفافاً ومائياً؟