أنا والبترونة.. مغامرة للباحث ماهر حميد في الصين كما كتبها

انا و البترونه – مكرر
مثلما يجري بكل مكان يجري ايضا في الصين اذ يستغل سائقوا التكاسي ساعات الذروه ويحشرون اكثر من زبون في التوصيله وفق رضا شبه متبادل بين الزبائن و السائقين
جلست بجانبي سيدة ستينيه وعلى غير عادة الصينيين قامت بألقاء التحيه : ني هاو ، ورددت التحيه باحسن منها: ني هاو مااااا
وعينكم ما تشوف الا النور انفلتت الست بالحكي و التحشيك كأنها تعرفني من خمسين سنه ، اشي بالصيني و اشي بالانكليزي و كلمات بفهمها وكلمات ما بفهمها و اشارات بلغة الاصبع الوسطى يفهمها كل البشر
وخلاصة ما فهمته من الموضوع ان الست فتحت كباريه و هو السادس لها في سلسلة كباريهاتها المنتشره في الصين ، و لكن شرطة دائرة الهجره احتجزت بائعات الهوى اللاتينيات و الروسيات و الرقاصه الروسيه ايضاً و القت بهم في السجن كونهم يعملون بهذا الفرع قبل صدور رخصة العمل الخاصه بهن كما و فرضت عليها فاكوان (غرامه ماليه ضخمه) اضافة الى اغلاق الكباريه
اسمعوا على هالشوفه و شوفوا على هالسمعه !
بترونه على سن و رمح مو قادره على عسكري بدائرة الهجره !!!!
تعي وشوفي عندنا يا ستي ، شقفة شرموطه ما صار لها بالكار سنتين بترفس الباب و بتدخل على اكبر مسؤول فيكي يا شام ، بتحل الوزاره و بتسحب اعضاء القيادتين القوميه و القطريه من شواربهم و بتنزل المحكوم من حبل المشنقه
و اذا بس بتفتح سكايبي ها, بس اذا تفتح سكايبي فيها تفركش لواء بالجيش الحر

استغرق مشوارنا في السيارة اكثر من نصف ساعه تخللها حديث بكل الطرق الممكنه للتفاهم فعندما شاهدتني احمل نرجيلة معي بادرت بالقول : أربو؟ أي انت عربي فجاوبت بالايجاب واضفت لكي اكسب تعاطفا : سوريا
و كنت اتوقع منها ردة فعل كأن تقو ل : الله يطفيها بنوره , كنتوا عايشين , اي ساعه اختو عم ترجع هلئ
ولكن لم يكن للكلمه أي وقع عليها ! وبعد شروحات , سيريا ,لبانون ,اراك ,اجيبشن, سادو اربو … الخ, لم تفهم مني أي شيئ لكن انا الذي فهمت انها تعتقد ان العرب هم دولة واحده عاصمتها دبي و لديهم رئيس ( فيري فريندلي ) اسمه كدافي, ويبدو ان معلوماتها تعود الى ايام هارون الرشيد مع تحديث واحد يعود لايام ثورة الفاتح
كما عبرت عن استهجانها لكوني اشتريت نرجيلة واحده فقط و ليس اربع نراجيل لزوجاتي الاربعه …يوووو نو كودا ( انت ليس جيد )
كان في العموم الحديث مع السيده لطيفا جدا وقد تبادلنا الاعجاب أذ عندما وصلنا الى مدخل الفندق فاستأذنتها بان تفسح لي مكان للنزول كون القانون يمنع النزول من جهة السائق حيث كنت اجلس , رفضت بعناد و كانت تقول : بوشي جوديان ميكي شونكري ( لا فندق بل عيد ميلاد ميكي )
فهمت او اعتقدت انها تدعوني لحفلة عيد ميلاد كلبها ميكي
وكانت تلك فرصه فلم يسبق ان دعاني احد لعيد ميلاد كلب , كما لم يسبق لأي كلب ان دعاني لعيد ميلاده
و ادعيت اني موافق على مضض (وكان لي ثلثين الخاطر) , لكن شو رح اعمل بالاركيله والفحمات و المعسلات ؟ مو معقول أدخل على بيت ناس لأول مره شايل اركيلتي معي و كمان فحمات ومعسلات و نربيج احتياط . فقلت لحالي احسن شي لم نوصل بعمل حالي نسيت الاركيله بالسياره لما انزل ,و الله يعوضنا
نزلت من السياره متجاهلا النرجيله ولكن السيده نبهتني : تيكا (أي هذه ) , فحملت نرجيلتي و لوازمها و النربيج الاحتياط بأحراج , و بذات الوقت كنت امني النفس بحفلة مملوءه بالعوالم والرقاصات و الى ما هنالك
و اول ما شاهدت ميكي ( لم تكن كلب كما اعتقدت بل ابنة السيده وكانت فائقه الجمال ) قمت بحركة جنتلمانيه و حييتها وقدمت لها النرجيله كهديه , و عطيتها العده و النربيج , فرحت بها اشد الفرح : او شيشه , شيشه , اربو سموك ثانكيو فري متش ماي فريند , و اخذتني بالاحضان كانها مثل أمها تعرفني من خمسين سنه ( ناس طيبه اوي اوي )
من خلصت من الاركيله أرتاحيت

و على الفور طلب الجمع مني ان اقوم بتركيب الاركيله ، وشاهدوني باعجاب و انا اقوم بعبقرية بتركيب هذا الانبيق العجيب
هاتولي مي ، هاتولي محرمه ، وين البوتوكاز تبعكم ، بدنا قصدير ، و اعطتني ميكي النربيج الاحتياط
هذا احتياط ، بيي يون ، ذيس از سبير ، ميكي
و اشتغلت الاركيله ، و كان يوما ثقافياً عروبياً مشهودا
و انشغل القوم بالتناول على الاركيله و كنت اراقب ، و ما لفت نظري و خييب ظني في البدايه انه لا عوالم و لا رقاصات و لا هشك بشك ، بل حفل بسيط اقامته أم لأبنتها و دعت اليه بعناية خمسة اشخاص من الاقارب و بدون عنايه دعتني انا، و كانت ميكي سعيدة اذ لها عمه و خال و تلك صلة قرابة ليست معروفة في الصين كون الاب و الام بالعاده يكونون وحيدين لا اشقاء لهم ،
فشرح لي خالها انهم من الاقليات و يحق لكل عائله من الاقليات بمولودين على عكس عموم الصينيين
و خالها صاحب مصنع كبير في تايون قدم خصيصا لحضور عيد ميلاد ابنة اخته ، و بغياب الرقاصات كان لا بد من الحديث في السياسه و تناقشت معه عن مشاكل سوريا و العالم فقال : فتش عن امريكا بكل صغيره و كبيره و اضاف انه يحمل جواز سفر مكتوب عليه تايوان و ليس الصين بسبب جشع امريكا و رغباتها ، فعاجلته بسيكاره و شعلتلو
هات لاك ساح با ( هاتلك سحبه ) كان الكلمه الاكثر ترددا بالحفل. و كنت قد لقنتهم هذه الكلمه لاستخدامها عند طلب الاركيله من الاخر بدل كلمه ( اكسكيوز مي ) المايعه
لم الاحظ ان اي من المدعوين قدم هديه لصاحبة المناسبه و لا اعلم ان كان هذا تقليدهم ام هناك تقليد اخر ، وكانت نرجيلتي و خرطومها الاضافي هي الهديه الوحيده التى قدمت لميكي ، لذلك كنت محط اهتمامها
و شكرتني للمره العاشره و ناولتني سيخ لحمه مشويه ، و هذا ما كان محسوب حسابه
يصعب علينا تناول الخضار المحضره على يد الصينيين فكيف اذا كانت لحوم
تناولت السيخ من ميكي و انا اتسائل لحمة اي من ديدان الارض هذه
يصعب علي ان ارفض ما قدمته لي ميكي و كذلك يصعب علي تناول هذه اللحمه
فوضعت خطة ماكره و كنت أمثل دور من يأكل اللحم باستمتاع و شهيه و كنت القي بقطع اللحم بحذر تحت قدمي ثم ادحرجها برجلي الى اسفل الكنبه ، ، وسارت الامور وفق الخطه المحكمه بسلاسة و يسر . و هنا يظهر دوري كشخص خبير عارف بالتصرف في الظروف غير المتوقعه ، ، اي نعم
اكثر موقف اثر بي هو عندما قامت زوجة عمها بتقطيع التورته نيابة عن ميكي و تلك تضحية جميله و ذلك لتجنبها تلطيخ وجهها بالكريمه اذ يبدو ان عادتهم تقتضي على ان من يقوم بتقطيع التورته يلطخون وجهه بالكريما، وشاركت مع من قاموا بلغمطة المرأة بالكريمه.
و رغم جو الحفل الرائع كانت النرجيله هي نجمة الحفله و حرص الجميع على التقاط الصور مع ميكي و مع النرجيله و هو ينفث الدخان العربي
قبل نهاية الحفل اتجهت والدة ميكي الى كاميرا فيديوا كانت منصوبة في الزاويه (لم تلفت نظري من قبل ) و بدأت بعرض سريع لتسجيل الحفل و يبدو انهم سيختارون اجمل لقطه بالحفل ليشربوا نخبها
و اتفق الجميع على ان اجمل لقطة و بلا منازع ليس النرجيله و لا منظر ميكي و هي ترقص و لا حتى منظر زوجة عمها و هي ملطخة بالكريما ،
بل منظري و انا ادحوش اللحم بحذائي تحت الكنبه
نخبكم

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s