بعضي تجاذبَهُ الحنينُ مُهرولا
مُتحسّسًا ملهى صِباي بما خلا
نَفَحاتُ رهطي لا تغادرُ وحشتي
فأنا المعذّب في غياباتِ الفلا
وتدقُّ في رأسي نواقيسُ المدى
لتشُكَّ في أمسي ويومي منجلا
يحبو فؤادي في سُلافات الجوى
ما ودّعَ التحنانَ يومًا أو قلى
أنا شامةٌ في ذكريات أحبّتي
جُعلت على هامِ المواجِع مشعلا
مالي وللأرزاءِ عند مفارقي
باتت على حُججِ النّوائبِ مَوصلا
هذا فراقُ مآثمي وتخبّطي
لن أستطيع عن الصّمود تحوّلا
وطفِقتُ أخصفُ من غمارِ طفولتي
عبَقًا يُلملمني دؤوبًا مُقبِلا
من قالَ إن النّأي ليسَ يضيرني
لا أستطيعُ مع الفراق تحمُّلا
نهشَ التّقادمُ مورقاتي جُلُّها
وغدوتُ أشدو في المَهاجِرِ بُلبلا
يا دورةَ الأيامِ عودي لحظةً
لأتوهَ في ماضي المحبّة مُهمَلا
أُنسى هناك فلا أفارقُ مرتعي
وأسودُ في دنيا الحبور مُهلهلا