ولأنّك
ابنُ الماء السّارح
تلهو بقوقعة ، بفرْك حفنات الحصى ، بصدف المحار
تنفخ ، تأتيك أفراخ الّلحن ، تدرّب أقدامك على رقصٍ بارعٍ في عرس
تحاول بعظْمٍ مثقوبٍ ، بقرونِ الحيوان ، بعيدانِ القصب ، فيكون الحنين ، يكون الصدح ، تكون النّاي
لا تريد الثأر
فاستلهمت من جثّة ولدك المعلّقة على غصن شجرة، آلة “الكنّار”
لم تمثّل بسلحفاة نافقة
اكتشفت أنّ ما تبقّى من عروقٍ يبست في قفصها العظميّ
تحرّكها الرّيح أو أصابع الأطفال ، فتعطي موسيقى
منذ اكتشفت النغم الشجيّ في أوتار قوسك ، التي كانت أمعاءَ دابّة
لم ترم على فريسة سهما
وجعلت من قوس الصيد “جنكا “
كلّما نقرت على أوتاره
تخلّصت حنجرتك ، آلتك الأولى ، من نشاز صراخك بين كفّيك للحرب
ولأنّك سوريّ لا يشبع من إحساسه بايقاع الأرض
يجعل من جذعٍ، من جلدٍ، من خيطٍ، من شعرةِ ذيل حصان، من ساقِ سنبلةٍ، من لثغةٍ، موسيقى
لا يصغي لنحيبك أحدٌ
وها ترحل في أصقاع الدنيا
تتبع خطوَك المنْهكَ موسيقى حالكة
*من صفحة الشاعر في فيسبوك