د. نعيم هيلانة: وحيدا كمنارة



حين غادرتُ بيت الأهل

ودّعني القمل والبراغيث 

حتى حدود القرية،

وعادت لتختبئ في فراشي

أحرق أبي الفراش

فخسرت أصدقائي ولم أعد.

أوجدتُ لنفسي أصدقاء جدد،

حميميون ومزعجون

لكني عاجز عن وضعهم في فراش واحد

وإرسالهم لوالدي.

المرأة التي أحببتها واكتشفتُ خيانتها

تركت لها ذكرَ قملٍ

يداعب شهوتها

ريثما تجدُ فراشاً آخر.

زرتُ حلّاقاً نصحني بالتخلص من شعري

ودهن رأسي بالغازولين

فخسرت أصدقائي مرةً ثانيةً.

رأس برائحة الكاز

يلمع تحت الشمس

مثل منارةِ شاطئٍ

تتدحرج الأمواج بين ساقيّ

ترتاح النوارس على كتفي

وعلى راحتيّ تخلع النساء جلودهن المالحة

وبلا أصدقاء.


الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s