محمد خير الحلبي: ألا فابكِ
ألا فابكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
إذا مات هذا البيت عنك بمعزلِ
**
في الصباح
كان الغيم رماديا تماما
الطرقات شاحبة حتى لكأن الخراب هو الوحيد الحيّ فيها.
السماء ومن فيها كانوا صامتين تماما.
الأرض تمشي تحت الأقدام اللاهثة للخروج
الجميع مصاب بذعر التوسل
التوسل لايعرف مكانا يركبه كي ينقل جميع هؤلاء.
هؤلاء لايعرف أحدهم الاخر لكنهم تشابهوا في الحالة فصاروا واحدا.
**
كان الصباحا سخاما وهبابا
كانت الوجوه صفراء صفراء
الأطفال لايعون شيئا
النساء يختنقن فزعا واحتماء.
الرجال سكارى حيارى وماهم كذلك
لقد ركبت أنا سيارة .. وأخذت أسرتي كلها.. وما قدرت عليه من المتاع..
لكن لا أعرف إلى أين وجهتي بهؤلاء المساكين الملتصقين بي وكأنني المخلص الأوحد لهم جميعا.
وأنا في الطريق إلى الخروج من السخام الأصفر الذي يضرب وجه الأرض والسماء معا.
ركض الكثيرون وتوسلوا.. أن أنقذونا معكم
لكن السيارة فيها كل بوصة أكثر مما تتسع إليه البوصة.. فلا قدرة لي لأن أنقذ شيئا أو أحدا
كما أنه لا قدرة لي بأن أتركهم هائمين هكذا على وجوههم لا يعرفون كيف ومتى وإلى أين يمضون.
الحيرة هي الإله الحاضر في قلوب الجميع،
والرعب سلطان المكان.
*من صفحة الشاعر في فيسبوك