كيف السبيل لإيجاد رأي ثالث؟!
هذه الأزمة أو المحنة أو المرحلة الصعبة، أو الكارثة السورية.. لم تمر يوماً على هذا الوطن الذي نحب ولا نرضى عنه بديل.
” من ليس معنا فهو ضدنا ” شعار رفعه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، سيئ السمعة والصيت والسلوك، بعد أحداث 11 أيلول المشؤومة عالمياً.
الكل اعترض على هذا الشعار وهذا الفرز الذي قامت به الإدارة الأمريكية .. وعانى منه الكثيرون في العالم، فتم احتلال افغانستان وتدميرها وإعادتها الى ما فبل العصور الحجرية، كما تم احتلال العراق وتدميره وتفتيته، وتطييفه، وتشتيت شعبه في معظم أرجاء العالم.
واليوم وللأسف نقع في سورية، فريسة لشعار شبيه به فمن يقف مع السلطة أو النظام فهو (شبّيح أو بلطجي أو….) ومن يصنف نفسه أنه معارض فهو (مندس أو خائن أو …).
وأصبحت بلادنا تتحكم بها عدة جيوش تحتل الأرض السورية، ونصف شعبها مشتت بين لاجئ خارج البلد أو نازح داخل البلد مهجرون من بيوتهم.
ولكن السؤال الأهم في هذه المعادلة أين يكمن الوطن بين هذا أو ذاك؟!
أو ما هي نسبة هاذين الفريقين اللذَين باتا يتحكمان في مستقبل سورية؟!
والسوريين وطنا وأرضاً وشعباً هم الخاسرون الوحيدون بين الجميع..
ليست الأكثرية تؤيد السلطة في كل تصرفاها ووعودها وطريقة تعاملها مع الأحداث، وكذلك هذه الأكثرية لا تقتنع في جزء من هذه المعارضة التي تريد تخريب الوطن حسب زعمها.
الأكثرية الصامتة اليوم والمغلوب على أمرها بين الفريقين، تقول إن جزءاً من مطالب المعارضة هي مطالب شعبية، شرعية، حقيقية، وأمنيتها أن تصل الى دولة المواطنة والعدالة والمساواة والقانون، ولكن ليس بهذه الطريقة التي من شأنها أخذ البلد إلى المجهول والدمار.. وتتمنى أو تحلم، هذه الأكثرية من السلطة والنظام الإسراع في عملية الإصلاح وتطوير البلد، ولا زالت هذه الغالبية مقتنعة بأن على النظام أو السلطة أن تقوم بخطوة جريئة وسريعة بتنظيف النظام والتخلص من الرموز الفاسدة التي أساءت لسوريا ولشعبها وعبثت بأمن الوطن والمواطن، وهو السبيل الوحيد للخروج من نفق مظلم دخلت به البلد.
إصلاح الدولة والمؤسسات أفضل بكثير من الهدم وإعادة البناء فنحن نجهل ما هو هذا البناء الجديد، الذي قد تفرضه قوى الأمر الواقع، والدول المتدخلة في الشأن السوري؟
نحن اليوم في سورية بحاجة ماسة إلى رأي ثالث (ليس مع بالمطلق أو ضد بالمطلق) أي ليس مع السلطة بتعنتها وليس مع المعارضة بتطرفها.. فمن غير المسموح لأحد بأخذ البلد إلى الخراب والتدمير والمجهول.
سورية بحاجة الى ثورة جديدة، تُخرجها من فكي الكماشة، بحاجة الى شرفائها ومثقفيها والوطنيين، الذين قلبهم على الوطن وليس هدفهم السلطة.. فسورية أكبر وأهم من الجميع.
قد يقول أحدهم أن هذه المنطقة هي الرمادية.. فأقول لهم هذه تسمياتكم ولست معنياً بألوانكم (أبيض أو أسود) فليست السلطة بيضاء بكل شيء كما المعارضة ليست سوداء بكل شيء، كما أن باقي الألوان، جميلة جمال الحياة والطبيعة.. ويبقى الوطن أكبر من الجميع.

طرح رائع يغلب صالح الوطن ويجمع بين جميع الوان الطيف على محبة الوطن وإنقاذه من التشتت والغياب الذى طال
إعجابإعجاب