خَبَّأتُ في الرِّمش ما لم يَحملِ الرِّمشُ
أنا القويُّ.. وقلبيْ في الهوى هشُّ
وَلَمْ أُبدِّلْ من الأحزانِ منزلتي
فإنني الطيرُ والأحزانُ لي عُشُّ
أنا انطفاءُ الأماني.. يأسُ جمرتها
وعيشُها المرُّ إذ يغتالني العيشُ
أعيشُ داخلَ خوفي، لا أضِيقُ به
كما توسَّدَ قلبَ الدميةِ القشُّ
ولي منِ الحزنِ عرشٌ لستُ وارثَه
حتى انتبهتُ، وتحتي ذلكَ العرشُ
يا حزنُ كم أنتَ في الدنيا كمفترسٍ
خذ جسميَ الهش، خذه أيها الوحشُ
كانت ظلالٌ من الأموات تتبعني
كأنها الجيشُ يجري خلفه جيشُ
رَشُّوا عليَّ ورود الموتِ من أسفٍ
يا ليتهم غيرَ ذاك الورد قد رشُّوا
كأنَّ موتيَ حلمٌ في تقلُّبه
كما تقلَّبَ في أيدي الورى النعشُ
أو أنه السرُّ في أفواه من عشقوا
لا يفصحونَ بغير الآه إن أفشوا
فإن رحلتُ، فجسمي حاضرٌ..عَدَمٌ
يغشو الوجودَ.. ومثلي جِسمُه يغشو
كأنني يومَ أُوْرِيْتُ الترابَ ضُحىً
ناديتُ من رحلوا: بالله لا تمشوا
