نجونا

نجونا من لاشيء
نجونا من( غَدراتِ) أنفسنا
من طيشِ العشبِ في الزراعات
واشترطنا الريحَ تكونُ حَكماً بيننا
ولمّا نجحنا، فَتحنا بيتنا للعابرين
فَعَبروا بيننا مثل هواءٍ فاترٍ دبقٍ
وتمسّحوا بأحلامنا مثل القطط!

نجونا من حريرِ المرأةِ وغوايةِ كحلها
من أساورها، وساعتها الـ( Gartier)
من ضحكتها العاليةِ آخر كلّ متعةٍ
ومن كلمةِ الدَلع:” ما أرزلَك ياعمري”
حتى أنّنا رأينا الشَتيمةَ حاجةً
وكررنا تناولها كحبّات مسكّن!

نجونا من نزقِ الرجلِ
نجونا من شغبِ اللغةِ في دمهِ
وهدرهِ محاولاتِ الصلحِ مع الأحزانِ
ولمّا لمْ نجدَ طيراً واحداً يهتفُ باسمهِ
ولاسرباً من الحبارىَ يخرجُ من بحتهِ
أسلمناهُ للبريةِ التي جاءَ منها وإليها
ليعودُ بأنثى حملتهُ خمسَ سنينٍ
وربّتهُ على ضرعِ حليبها الشفّافِ
وفي مَجازِ نهدها الثريّ بالأسئلة!

نجونا من البحرِ والريح
من” النفاثات في العقد” والنارِ
نجونا من السُكَّر المخادعِ والشيحِ
ومن عينِ ماءٍ، كانت عينَ دمٍ وقيح
ولمّا جاءتنا المياهُ الفراتُ أخيراً بعدَ يأسٍ
نصفُنا ماتَ في الطريقِ إليها
ونصفُنا أغرتهُ صورتُه في الماء
فرسمَ إلَه النجاةِ بتلويحتهِ الأخيرة
ثمّ غرقَ في الحياة.

نجونا بالحبّ
فتحنا بتصديقهِ ثّغرةً في جدارِ القَباحاتِ
فَتَسللَ إلينا الواقفونَ على بابِ الجحيم والضغائن
ظَنّاً أننا على مدخلِ الجنةِ الضيّق وسَدَنتهُ المخلصون
وزاحمونا على المكانِ وأهلِه ومائِه وعشبِه ومغفرتهِ

نجونا بقلةٍ من الملائكةِ
وظفروا بالشياطينِ الكثيرةِ
نجونا بسدّ نافذةِ المكائدِ والحيّل
وانتصروا بأنْ حازوا ألاعيبَ البهلوان!

نَجونا وها نحنُ نَسيرُ على حبلٍ أفعى
يربطُ بينَ هوّةِ التذكرِ وهوّةِ ( غداً).

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s