جنازة جماعية
حيّ على الكرامة
حيّ على السلام
حيّ على العدالة
حيّ على الوئام
يا أمة تلوكها الهزائم
نسيت كيف الفطام
حي على اليمن
جياعه يرقبون موائد القدر
عيونهم إلى السماء
تنتظر
فيطعمون من حديد وسقر
هذا السيل أخرج قميص يوسف من الجب القَفِر
إخوته يقتتلون قسمة الاشلاء
حي على العراق
شمشون من خمرته السوداء انتشى
فأفصدوه
ناصح المنصور يحتطبه نارَه، رماداً للرياح أطعموه
ما بال الجعفريّ حسنه تغير، تعلو به أصداء
غريبة ، وحشية ودجلة قد رجعت مياهه الحبرية
عراق…. يا أندلساً جديدة
يا قمراً في فلك الأزرار تصبغه الدماء
حي على لبنان
خرّيدة شعرها المضفور كأنه بحور
في موجه أشرعة عشاق، أكباد الشعراء، جراحات الاحرار ورايات الثوار
في غزوة القبيلة والفتوح ، سبوك يا جموح
باعوك في ملاهي الأعراب والأغراب في مجالس القمم العبثية…. سرقوا الضفيرة
وأحرقوا الخد الأسيل يا بيروت
حيّ على الشآم
فيها يقارع الموتَ الحمامُ و يفيض دمع المجدلية
يا شهيدة النبوءات، لما طبول للفجور قُرعت
والزناة خط الأفق اعتلوا
شآم يا وجعي يا أنّة القلب الجريح
يا بحة الناي على شفاه الراعي الذبيح
يا آخر إلهة للحب.. للجمال، للفقير
جنة التين والزيتون والقمح الحريق
عشتار الأسيرة تعمّدت أنهار دمع ودماء
تواجه السيّاف: يا أيها الأبناء هذي دموعي فابذروها
قبل نهوض الأنبياء
في موسم الحصاد، امام كل باب
تولد عشتار
حي على الحياة.. حي على السلام
يا أمة راودتها نفسها على الموت الزؤام
حي على الحياة ..حي على الوئام
يا أمة تقاسم اللهَ بها الصوصُ والأقزام
حي على الأوطان في كل فجٍّ تُرفع للحب فيه راية
وتشرق الحياة
