رسالة إلى السيدات و السادة في ما يسمى “المعارضة السورية”
السيد سالم المسلط المحترم
كونك رئيساً لائتلاف يضم ما ينبغي أنهم معارضون، وسياسيون، فاسمح لي أن تكون هذه الرسالة موجهة لك…
أنتم، كما بات واضحاً، لا شارع لديكم، و لا أحد يثق بكم، و ربما لم تجلسوا و تسألوا أنفسكم لماذا يحدث ذلك. وسوف أقول لك لماذا. الأمر ببساطة لأنكم تخدعون أنفسكم، و تختبئون خلف أوهام صنعتموها بأنفسكم، فالحقيقة تشير إلى أنكم صرتم عبئاً بدل أن تكونوا عوناً، و صرتم مشكلة بدل أن تكونوا حلاً، و أنتم، و للأسف، تواصلون نسج الأوهام حولكم، و تظنون أن ابتسامة مسؤول غربي من الدرجة الثالثة في وجوهكم، تعني أن أموركم بخير، دعني أقل لك: إن أموركم ليست بخير أبداً، و إنكم تنتقلون من سيء إلى أسوأ، و إنكم، و يا للأسف، لا تعلمون من علم السياسة شيئاً.
السيد المسلط، ذهبتم إلى اجتماعات لصياغة الدستور مع نظام تعلمون، كما يعلم الجميع، بأنه قال منذ الأيام الأولى للثورة: ما لم يحصلوا عليه في جبهات القتال، فلن يحصلوا عليه بالمفاوضات، و ماذا حققتم من خلال سنوات المفاوضات؟ لا شيء، لا شيء أبداً.
لماذا لا تعلنون غداً موقفاً للتاريخ، و تقررون التوقف عن هذه المسرحية، و تختارون لأنفسكم بناء في واحدة من مدن الشمال، انتقلوا إليه، و كونوا بين الناس، هناك حيث أهلكم الذين تدعون تمثيلهم، اذهبوا إليهم، و أعلنوا عن كيان سموه ما شئتم، و ابحثوا عن بدائل سياسية، واقتصادية، تركيا في حاجة إليكم، لأن لديها مخططات تريد تنفيذها، و من دونكم لا قيمة لكل ما تخطط له، تمنعوا يا أخي، و ساوموا، هذه ألف باء السياسة. تحالفوا مع قسد، إن لزم الأمر، و لا تكونوا ببغاوات ترددون ما تسمعونه. شيئاً فشيئاً تكسبون الناس، و هذه أكبر قوة قد يحلم سياسي بأن تكون معه.
السيد المسلط المحترم
لا أعلم على وجه التحديد، كيف تعيش حياتك اليومية، باستثناء تلقي الأوامر من هنا و هناك، و انتظار ما سوف تمنحه تلك الجهة أو سواها لكم، كي تستمروا في “النضال”، و لكن أرجو أن تتذكر، و قبل أن تضع نفسك على وسادتك الوثيرة، أن لديك فرصة لصناعة التاريخ، أقله حين تموت، و كلنا سوف نموت، أن تجد من يترحم عليك، بدل أن يلعنك.
إن كان السوريون يلعنون النظام مرة، فإنهم يلعنونكم ألف مرة، لكن إن كان السوريون لن يسامحوا النظام أبداً، فإنهم قد يسامحونكم، و يفتحون معكم صفحة جديدة، إن صدر منكم موقف أخلاقي واحد، بادروا إلى ذلك قبل أن يفوت الأوان.
السيد المسلط المحترم
تجنبوا لعنة التاريخ، ووصمة عار سوف تلاحق أحفاد أحفادكم إلى أبد الأبدين.
والسلام
#ياويلنا
*المصدر: صفحة الكاتب في فيسبوك