دينا عاصم: خالو وجدي وعم سمير صبري.. ممس الدلوع وشنبو في المصيدة

دينا عاصم: خالو وجدي وعم سمير صبري.. ممس الدلوع وشنبو في المصيدة

لم اتصور أن مكالمتي ستتم بهذه البساطة، فالمعروف عنه أنه صعب الإقناع ولا يقابل أحدًا ولا يعقد لقاءات صحفية أو تليفزيونية…قررت الاتصال فهو بالنسبة لي(كوميديان من الطراز الأول)، لم يضحكني فؤاد المهندس في فيلم مستر إكس، هو أضحكني في دور ضابط المخابرات الذي يحكي قصة حياة مستر إكس…

ولم يضحكني فؤاد في فيلم شنبو في المصيدة أضحكني هو في دور(ممس) الشاب الدلوع وهو يولول قائلا(شنبوووو is bad bad baaaaad) ولم يضحكني المعلم رضا في فيلم ٣٠ يوم في السجن، أضحكني هو في دور المخرج الإيطالي حين صرخ في آخر الفيلم بلكنة الخواجة(تعالي لي يامه)

سمير صبري الفنان الشامل، اللطيف ابن البلد وابن الناس الكلاس، وهو في ذلك يذكرني بخالي الحبيب….الخال البسيط المتواضع رغم مركزه اللافت ورقيه وتعليمه العالي في إنجلترا وجلسته على مقهى غلبان في شبرا يسلم فيه على الرائح والغادي مهما قل شأنه…

المهم..كلمته..سمير صبري.. رد ببساطة على صحفية مبتدئة بجريدة نصف معروفة وضحكنا ضحك طفلين معا وأعطاني موعدا في حديقة فندق الماريوت….

جاء في موعده أنيقا بشوشا معجبا بانطلاقي وجراة اسئلتي…فتح قلبه وتحدثنا لساعات ..في كل شيء…الفن…الحب…المال….الظلم….الرضا…حكى لي عن ولديه وزيجته القصيرة وحفيديه اللذين يلتقيهم سرا في انجلترا…و….أسرارًا أخرى ائتمنني عليها فحملت أمانتها…

لساعات طوال ظل يحكي بلا ملل واستمع انا بحب وانبهار…قال لي( أحب أن أفعل كل شيء كما ينبغي…آكل أفضل طعام وأرتدي أشيك ملابس وأصادق أفضل الناس ولا أجلس إلا في جلسة تسعدني مع أناس يسعدونني) بالضبط فلسفة (خالو وجدي)في الحياة ظل لأخر لحظة مسامحا كريما خفيف الظل خفيفا على قلوب من حوله..

لا يحمل أحد همه رغم تقدمه في السن، كان شبابا أكثر منا..كان.. زاهدا فيما سيأتي ناسيا ما قد مضى.

وهو…سمير…كان سعيدا بي ولكني ازددت انبهارا برجل سبعيني “في هذ الوقت” روحه أكثر شبابا من كثيرين من موات القلوب…

لطالما ذكرني بخالي (وجدي عز الدين) في خفة روحه وشبابه وقلبه المفتوح ووسامته وعينيه الخضراوين..حواجبه ورموشه الكثيفة التي لم تقدر عليها العقود الطويلة التي مرت عليه…

فلم تكسره جفوة…ولا حزن لفراق…إلا فراق بابا وماما….عرف أن الدنيا كلها فانية مبكرا جدا فعاش متسامحا بسيطا

..

ارتبط سمير صبري بصديقيه سمير غانم ودلال وظني أنه لم يستطع أن يعيش بعدهما إلا عاما كان من أصعب الأعوام التي مرت عليه…..كان محسنا كبيرا ورجلا بارا…

بالضبط مثل خالو الذي ارتبط بصداقة أبي منذ أن كانا في الصف الأول الابتدائي وفجع في رحيله هو وماما في أسبوع واحد..ظل بعدها عاما طويلا يصارع حزنه حتى لحق بهما بعد عام بالضبط…

تشابه وجدي وسمير في وجداني كان أمرا مفهوما….فقد تشابها في كل شيء تقريبا حتى في فواجع الاقدار ورحيلهما الهادىء الحزين وسيرتهما الطيبة والخير السري الذي حرصا على نشره سرا دون(هيصة)

..الله يرحمك يا عم سمير.. الله يرحمك يا خالو يا حبيبي انت وبابا وماما ويرفع درجاتكم جميعا وجميع أحبائنا الذين سبقونا ويجمعنا بكم في الجنة باذن الله…

نسألكم الدعاء لعم سمير وخالو وجدي وبابا وماما وكل الأحبة…..ربط الله على قلوبنا جميعا واعاننا على الفقد والفراق.

*من صفحة الكاتبة في فيسبوك

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s