نجيب الحسن: الزير سالم
يقولون: أنّ ما نحلم به يكون أثرا لما نفكّر به طوال اليوم.
الليلة الفائتة حلمتُ حلماً غريباً، إذ تم اختياري من قبل لجنة التحكيم للمشاركة في سباق الخيل والقفز على الحواجز.
لم أفكّر أبداً أن أكون فارساً وحتى أن علاقتي بالخيول سيئة، على خلاف علاقتي مع الحمير والتي أعتبرها أكثر من جيدة وفي مجملها علاقة صداقة وأخوة.
حتى القفز على الحواجز ليس من هواياتي، فأكبر الحواجز التي قفزت عليها كان الحاجز الذي وضعته حبيبتي السابقة بيننا، حتى هذا الحاجز تخطيته وخسرت قلبي …
نادى أحدهم باسمي، لكن الصوت كان مألوفاً جداً، مألوفاً لدرجة أنّي عرفته، لكنّي قلتُ: و ما علاقته بالخيول و السباقات؟ هذا يكتب الشعر و يدخن.. لا أعرفه رياضياً.
تقدّمت لأستلم الخيل وكانت الصدمة ورأيتُ المسؤول عن السباق وهو يضحك:
“هذا حصان الملك كليب.. هو لك في هذا السباق”
قفزتُ القفزة الأولى وكانت عالية جداً، فوقعتُ على الأرض لكن في الجهة الأخرى، وقفزت القفزة الثانية، فصهل الحصان وقفز معي وصرتُ تحت حوافره.
القفزة الثالثة كانت الأخيرة وجاء المسؤول وجلب معه السلّم وتسلقته و صرتُ الفارس على ظهر حصان كليب.
أحسستُ للحظة وكأنّي الزير سالم وتذكرتُ وصية أخي كليب وأطفاله و ابنة أخي اليمامة وزوجته جليلة و أختي الزهراء وكل نساء تغلب تبكين:
نريد كليب حياً.. الله يلعن أبوك يا جساس.
صرختُ بأعلى صوت:
آه يا جساس.. كم من المرات يجب أن أقتلك يا جساس..
فجأة أسمع صوت المسؤول عن السباق وهو يضحك:
إذا مفكّر حالك الزير سالم، فبحب ذكرك أنا قتلت الزير..
هنا عرفتُ أنّ المسؤول عن السباق هو لقمان ديركي، وهو نفسه قاتل الزير، وحصان كليب كانت مخدتي. انتهى السباق في تمام 07:47 بتوقيت ألمانيا جوات السور.
