مشكلتي مع موديلات العصر
دخلت إلى أحد المحلات لاشتري لنفسي بنطالا ، حملت واحدا و رحت أقيسه في الغرفة الصغيرة، في تلك الفترة لم أكن معتادا بعد على ارتداء الثياب الداخلية.. وبما انني كذلك، عندما ارتديت البنطال الجديد شعرت بشيئ دخل في مؤخرتي من الخلف.
كانت خيوط الدرزة والحبكة تلامسان فتحة الشرج (ديالي) .. التفتت إلى نفسي في المرآة بخجل وقلت لابد أن هناك خطأ ما في قص هذا السروال أو عند خياطته .. ربما كان الخياط سكرانا .. خرجت به إلى صاحب المتجر لأخبره عن الخطأ الفني ..
قال لالا هذا موديله يأتي هكذا .. كانت البهجة واضحة على وجهه وهو يشرح لي .. هو الآخر كان يبدو سكرانا
نزعت ذلك الخازوق الذي اسمه بنطال عن نصف جسدي السفلي وحملت نفسي وخرجت.
قبل أن أخرج سألني الرجل: وين عايش انت ولك روحي ؟..
افتريت عليه وقلت انا أعمل في مزرعة بقر .. الشغل مو عيب.
بعد فترة ظهرت السراويل الساحلة، كنت استغرب وتنتابني رغبة لأقول للناس: ارفع بنطالك ولك العالم كله يشاهد مفرق مؤخرتك. أحيانا أجد أمامي مجموعة من الشباب بهذه الموديلات.
أنظر إلى مؤخراتهم من الخلف وهم يمشون مثل (الخريانين ) واضحك في سري .. حاولت مرة مواكبة العصر ورحت أقيس بنطال من هذا النوع ، وقفت أمام المرآة لاحظت ان القسم العلوي من جسمي صار اطول من القسم السفلي .. سيقاني تبدو مقوسة مثل النشاب وتبدو صغيرة .. أحدث هذا الموديل تغييرا ديموغرافيا في هيكلي وبنيتي التحتية والفوقية.
هذا بغض النظر عن المعاناة التي عانيتها والتي سأعانيها أثناء عملية الخلع و الارتداء في حال اشتريته ، فأنا عضلة فخذي كبيرة و نمرة رجلي 44 ..خلعته بصعوبة بالغة مثل الأطفال بالمقلوب وغادرت المكان .. لم يسألني صاحب المحل من اين أتيت .. وأنا لم أفتر عليه.
السراويل الضب الضيقة أيضا لا تناسبني و لا أرتاح فيها لا من قريب ولا من بعيد ، جربت واحدة منها لمدة ثلاث دقائق بعدها شعرت انني مربوط من السرة وتحت ، قلت لنفسي أخلعه وارتاح ولك ياأخي ، ما الذي جرى لعقلك حتى تحبس دورتك الدموية من الزنار وتحت؟..
هل سأرقص الباليه حتى أرتدي مثل هذه الثياب .. خلعته بنفس الطريقة وتسللت خلسة من المكان.
هربت من البيت ذات مرة وأنا تحت السن القانوني.. ركبت البولمان وسافرت من حلب إلى الشام ، تسكعت هناك ليوم واحد ورجعت ، أحضرت معي من الشام بنطالا اشتريته من الرصيف الواصل بين كراجات البرامكة والجسر الذي لا يسمى ( جسر الرئيس ) ..كان خصره ضيق و عالي جدا .. ومن الوسط عريض بسبب الكسرات والبنسات الزائدة.. كان يحتوي على حوالي 30 كسرة موزعة من الأمام ومن الخلف.
سمح لي أبي أن اعود إلى البيت بعد وساطة قامت بها جدتي وأعطاني الأمان ، دخلت إلى الحمام اغتسلت ولبست بنطالي الجديد الذي اشتريته من الشام وخرجت .. مررت به أمام أبي .. لا اعرف ما الذي جرى له بعد أن شاهدني بذلك البنطال اللعين ، شعرت أنه ليس على مايرام .. حمل الحذاء وصار يطاردني ..ظل يركض خلفي حتى هربت إلى الشام مرة أخرى .. كله بسبب ذلك الموديل.
بالنسبة لموديل البنطلون الممزق، سمعت ذات مرة أحد أصحابي الفهمانين بالموديلات يقول:
الغاية من هذا الموديل هو الشعور بالفقراء. هذا يعني يجب أن يكون المرء من أبناء الطبقة الغنية حتى يرتدي مثل هذه الموديلات ، تمنيت لو كان أبي غنيا لأجرب الشعور بالفقراء ، مرت علي فترة أجلس فيها أمام أحدهم في مكان ما وأنظر إلى التمزقات والفتوقات في ثيابه، أندفع لا شعوريا لأخبره .. لم أكن أعرف بأن الشغلة شغلة موديل.
ذات مرة سألت صاحب بسطة ثياب إن كانت هذه البضاعة جديدة أم مستعملة بما أنها ممزقة..
نظر إلى عيوني بدهشة وكان على وشك أن يسألني (من وين جاي انت؟..)
لم أشعر بالفقراء أبدا بما انني منهم وفيهم ، كنت أشعر بالأغنياء المساكين فقط.
بعد وصولي إلى أرض الميعاد” أوروبا” تفاقمت مشكلتي كثيرا ، لا شيء يناسبني هنا ، الثياب التي تعجبني نادرة وغالية جدا .. يعني ممكن يكون ثمن الكمر لوحد 301 يورو ونص، وبدون مساومة .. لا أعرف ماذا سألبس في المستقبل ، أحيانا افكر أن أفصل لنفسي زوجا من الجلابيات .. أراها مناسبة جدا لقطعتي.