سلام حلّوم: البيت

البيت

لوكنت أعرف أنّه هكذا، بلمحةٍ سينهار
لكنت تركته هنالك
مائلًا قليلًا في المنظر الطبيعيّ إلى اليسار من دفتر الرسم،
أسفلَ جبلَيْن يحتضنان شمسًا غاربةً ورفَّ طيورٍ سُود
له شبّاكٌ وبابٌ خشبٌ
أمامَه فرسٌ وحذاءُ ولدٍ صغير وسروتان
ونهرصغيرُ و أربعُ بطّاتٍ سابحاتٍ فيه

أو تركته مكعبًا من حصىً
يتربّع على تنكةٍعتيقة
تحت ظلّ التينة العجوز
يستريح على سطحه النّحلُ
قبل أن يسرح في العراء

أو تركته حفرةً في صخرة أطمر فيها حبّات من الحنطة لزوج من الدوريّ الجوعان

أو تركته الأوّلَ
في قرية ساحرةٍ من طينٍ حنون
كنت سأسقفها كلَّها
بريشِ العصافير العالق في الشّوك
وأطوّبها لأوّل بنتٍ توافق أن تمنحه عائلةً من ألعابها

أوتركته محاولة فاشلةً
من عيدان الكبريت
لتستريح في ظلّها النملات المجهدة

أوظلّ غرفةً من اسفنجٍ عتيق
أختبئ فيها
كلّما امتشقت أمي قصّاصة الأظافر
أو لوّحت، في منتصف اللُعبة، بكيس الحمّام

أو ظلّ ببالي فكرةً، مجرّد فكرة
تكبُر معي كحصّتي من الوهم؟

أماكنت استرحت
من تأمّل هذه الحجارة التي كانت بيتي، وهي تحاول أن تنهض لاحتضاني
هكذا بلا حيطان؟

*من صفحة الشاعر في فيسبوك

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s