ريم الكسيري: المهرج الساخر
أنا ابنة ذلك الحزن الذي يدق كل يوم وشما جديدا على روحي، مذ تبناني توقفت عن البكاء، أقاوم غصص الوجع، هل أصبح البكاء الداخلي عصيا حتى لا ينفجر سيلا يتدفق؟ هل لنا من عزاء حين نبكي، هل لنا من عزاء إن مضينا أو هربنا تاركين ذلك الندب الصامت الموجع لنكتة مارقة، أو لضحكة المهرج الساخر فينا.
في مكان ما من القلب هناك أرض هوجاء تقف عليها خرافات سامقات ساخرات، وهناك أيضا أفكار لا نهائية عن الحرب والحب وعينيك، وعن سوء التفاهم العام وسوء الفهم عن قصد وعن غير قصد، يبدو أنها معادلة جماعية المعاناة، ويبدو أيضا من الصعب إزالة الحصى من دروب الذكريات، والعلاقات الشائكة، هناك أمور كثيرة عالقة في دوامة لا نهائية.
هناك على أرض القلب الواسعة ثمة حلم صغير بحجم الكف، لا يكبر، لاينمو، لاينتهي، لايتوقف عن الصهيل، يصل ليلا، ويلعب معنا كالأطفال نهارا، يبحث عن نافذة، أية نافذه للخروج كفراشة، أو كذبابة، كي يبتعد، فقط كي يبتعد كغريب نهل من نبع القلب ومضى بعيدا.