عيش يومٍ آخر: إظهار قوة النساء والفتيات السوريات في مكان مزقته الحرب

عيش يومٍ آخر: إظهار قوة النساء والفتيات السوريات في مكان مزقته الحرب

على مدى السنوات الـ 11 الماضية، تسبب الصراع في سوريا في خسائر فادحة لكل سوري، وخاصة النساء والفتيات. 

ما الذي يدفعهم للعيش يوماً آخر على الرغم من المخاطر التي لا تعد ولا تحصى التي يواجهونها؟ ما الذي يمنحهم القوة لتعطيل الأعراف الاجتماعية التي تحد من حياتهم؟

انضم الشريك الإنساني للاتحاد الأوروبي (World Vision) إلى المصور البريطاني (بول بلو) لإحياء قصص تمكين النساء والفتيات من خلال الرسوم المتحركة.

من خلال هذه الشراكة، يعمل الاتحاد الأوروبي ووورلد فيجن على تخفيف معاناة النساء المتضررات من العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتمكينهنّ من تحقيق أحلامهن.

في شمال غرب سوريا، تتحدى النساء والفتيات السوريات النازحات اللائي يعشن في مخيمات إدلب المعايير الاجتماعية والثقافية المتأصلة التي حددت حياتهن مع استمرار الحرب.

يوماً بعد يوم، يساعد الاتحاد الأوروبي والرؤية العالمية هؤلاء النساء والفتيات بالرعاية الصحية، والدعم للتغلب على العنف والصدمات النفسية، وضمان سلامتهن.

السعي لإيصال أصواتهنّ لإنهاء زواج القاصرات

حتى قبل الحرب، أجبرت فتيات سوريات -لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما-على الزواج، ما يقرب من 15 ٪ من النساء السوريات تزوجن قبل بلوغهن 18 عاما.

كما أدى الصراع والنزوح إلى تفاقم الأوضاع، وأصبح زواج الأطفال ممارسة شائعة. 

(عائشة)، طالبة أدب تبلغ من العمر 20 عاماً، والابنة الكبرى من بين 13 شقيقاً، تشرح شعورها عندما أجبرت على الزواج في سن 14 عاماً:

“كنت خائفة ومحبطة ومحطمة، كان لدي آمال، بقيت رافضةً ذاك الزواج حتى يوم زفافي عندها طلبت منهم (والدي وعمي) إخراجي من هذا الفستان، من هذا التابوت، كان الأمر قبيحاً جداً، وعلى الرغم من أن (الزواج) استمر فقط لمدة 20 يوماً قبل أن أجد الشجاعة لمغادرة هذه العائلة الجديدة والعودة إلى المنزل، إلا أن الأيام العشرين تلك كانت كافية لتدميري لمدة 20 عام قادمة”.

والآن، تتصدى عائشة للعنف الذي تتعرض له النساء والفتيات في مجتمعها، وتسعى جاهدة لتمكين أقرانها: “أشعر بالقوة والفائدة عندما أرفع مستوى الوعي في الجامعة والمعسكرات ضد زواج الأطفال، والعنف ضد المرأة”.

المخاطرة بحياتهن لإنقاذ أرواح الآخرين

تم الإبلاغ عن حوالي 595 هجوم ضدّ المرافق الطبية في سوريا بين مارس/آذار 2011 و2021. يخاطر الطاقم الطبي مثل (رحمة) بحياتهم كل يوم لحماية الفارين من الحرب والاضطهاد.

كانت رحمة ممرضة سابقاً والآن قابلة، اضطرت هذه الأم النازحة البالغة من العمر 44 عاما، لاجتياز فحوصاتها الطبية بينما دمر القصف قريتها ومنزلها، “كان القصف سيبدأ، وكان زوجي وأطفالي يختبئون في الحمام، ولكن كان عليّ إجراء الفحص ولم أستطع الانضمام إليهم، كنت أعلم أن النساء سيحتجن لمساعدتي أكثر من أي وقت مضى”.

وقالت لويجي باندولفي، رئيسة عمليات المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي في سوريا: “إن صمود النساء السوريات مع تحول حياتهن إلى الأسوأ بسبب الصراع والمصاعب الاقتصادية ليس أقل من مثير للإعجاب. إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بمساعدة الفتيات والنساء اللواتي في أمس الحاجة إليه ليصبحن أكثر أماناً وصحة، واكتساب المزيد من السيطرة على حياتهن”.

إبقاء أحلامهن حية

أولئك الذين فرّوا من منازلهم يعتزون بذكريات الماضي السعيدة، وأحلامهم، يخبرنا الأطفال كيف ما زالوا يحلمون بأن يكونوا معلمين وأطباء وفنانين على الرغم من الرحلة المؤلمة التي اضطروا إلى الشروع فيها عندما رأوا منازلهم مدمرة.

تقول (جميلة) إن أهم شيء بالنسبة لها هو العودة إلى المدرسة، وتحقيق حلمها بأن تكون معلمة ودعم عائلتها بالمال.

تبلغ من العمر 15 عاما الآن، غادرت جميلة منزلها بعد فترة وجيزة من بدء الصف الأول، لكن والديها وأخصائيي الحالات في المركز الممول من الاتحاد الأوروبي والذي تديره منظمة الرؤية العالمية مكنوها من العودة إلى المدرسة.

“لدي أصدقاء جدد في المخيم، وهم يساعدونني في القراءة والكتابة، ويأخذونني معهم إلى المدرسة ويشجعونني على الدراسة، آمل أن يستمر المعلمون في دعمنا وتعليمنا لنصبح أفضل، وأحلم أن يعود جميع الأطفال إلى المدرسة ويعملوا على تحقيق أحلامهم”.

بتمويل إنساني من الاتحاد الأوروبي، تقدم منظمة الرؤية العالمية خدمات الحماية والصحة في شمال غرب سوريا للنازحين المتضررين من النساء والرجال والأطفال منذ عام 2019، ومنذ يونيو 2021 تلقى ما يقرب من 14000 فتاة وصبي سوري الرعاية التي يحتاجونها.

إيواء أحلام أطفالهن من الحرب والخوف

يشعر الأطفال بالأمان عندما تكون أمهاتهم آمنة، على الرغم من امتلاكهم أقل مما كانوا عليه من قبل، واضطرارهم إلى إعادة بناء حياتهم في المخيم، واضطرارهم إلى تكوين صداقات جديدة، فقد يكون هذا ممكناً.

تشرح (عايدة)، التي نزحت قبل 4 سنوات مع أطفالها الثلاثة، واصفة قوة الاستماع والدعم:

“ما يجعلني سعيدة هنا هو أطفالي، وأن هناك أشخاصاً يستمعون إلي ويدعمونني. أنا أحب المجيء إلى المركز حيث أشعر بالأمان أيضاً”.

تمكنت عايدة من العثور على القوة والدعم الذي تحتاجه في المساحات الآمنة التي يمولها الاتحاد الأوروبي للنساء والتي توفرها الرؤية العالمية.

استعادت الشعور بالكرامة في المخيم الذي تعيش فيه الآن، وعلى الرغم من أنها كفيفة وخاضت تجارب صعبة، فهي سعيدة، وبالتالي فإن أطفالها سعداء.

ترجمه عن الإنكليزية لموقع زي بوست: كنانة بسيم حمادي.

المصدر:

https://ec.europa.eu/echo/news-stories/stories/live-another-day-showing-strength-syrian-women-and-girls-war-torn-place_en

كنانة بسيم حمادي

مواليد: سوريا-اللاذقية.

حاصلة على الإجازة في الصيدلة والكيمياء الصيدلية-جامعة تشرين-سوريا.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s