عبد القادر حمّود: ما عادَ قميصُكَ ينفعُ عينيَّ
ما عادَ قميصُكَ ينفعُ عينيَّ،
فقد جفَّ الوقتُ وصارَ الرّملُ ملاذيَ،
والشوكُ على أطرافِ الغربةِ عنواني
لستُ أنا مَنْ وَطأَ البابونجَ في حقلِ العشقِ،
ولا مَنْ أغرى جثثَ الوردِ لتهربَ مِنْ دربِ السلطانِ
حَمَلَتْ ذاتَ سؤالٍ صخرتيَ الصَّمَّاءُ،
وفاضَ الزَّرعُ،
وسالتْ أنهارُ الوعدِ بمختلفِ الألوانِ
وأتتْ سبعٌ
ثمّ أتتْ سبعٌ
وتتالتْ سنواتُ القحط،
وحطَّ جرادُ الكون بأرضي،
واجتمعتْ في حفلة موتي كلُّ سلالات الجرذانِ
ومع الوقت ألِفْتُ عمايَ،
وقلّةَ حظّي،
وألفتُ مراسمَ دفنِ الأجسادِ بأعماقِ الحفرِ السّود،
ودفن الأرواح وراءَ القضبانِ
أنا آخرُ أحفادِ الحزن،
وآخر أكياس النايلون تطيّرها الريحُ بعيداً،
تأكلها الشمسُ،
وتأكلها العتمةُ،
(في أكلي حرُّ الشمس وبردُ العتمة سيّانِ)
