محمد إقبال بلّو – زي بوست

متى ستخلع زوجتك حجابها؟ عندما يتعاطف رجُلُنا مع المرأة الإيرانية!

المظاهرات النسائية في إيران والتي تتحدى فيها المرأة الايرانية النظام القمعي بخلع حجابها، والتي جاءت على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني التي اعتقلتها القوى الأمنية، لأن حجابها لم يكن بالشكل المطلوب، ما أدى إلى وفاتها، هذه المظاهرات تعتبر حدثا مهما وثورياً ليس فقط على الصعيد الإيراني بل سيكون له تاثير كبير في المنطقة كلها، هذه المنطقة التي تمارس حكوماتها وشعوبها شتى أنواع الاستبداد ضد المرأة، إذ ربما يكون هذا الحراك النسائي ملهما للنساء في دول أخرى، لاسيما عند تحقيقه نتائج ملموسة.

نلاحظ تعاطف الملايين من الجمهور العربي مع سيدات إيران، آلاف المنشورات والفيديوهات والمقابلات واللقاءات والآراء التي تمجد النساء المتظاهرات، لكننا لا بد أن نتساءل هنا، ترى ماذا لو رغبت زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا المحجبات بخلع الحجاب، هل سيبقى حماسنا ذاته تجاه الموضوع؟ وأقصد موضوع حرية المرأة في نزع الحجاب، ولا أقصد موضوع تظاهرات السيدات الإيرانيات هنا، هل ستصمدون على نفس الموقف وتحترمون رغبات النساء اللواتي يخصّنكم؟ الجواب معروف سلفا ومستمد من كمية هائلة من الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة الشرقية والعربية خصوصا في مختلف دولنا المقهورة الرازحة تحت الاستبداد بمختلف أشكاله.

ستتعرض نساؤنا لما تعرضت له مهسا أميني بل وأكثر من ذلك، وردة الفعل هذه لن تفرق بين جاهل ومتعلم وبين مثقف وغير مثقف، بل ربما تختلف بحسب الإيديولوجيا التي تملأ دماغ أي منكم، لاسيما الإسلامية على اختلاف فروعها الكثيرة التي نشهدها حاليا.

لذا لا بد من القول بوضوح تام، بأن من يؤيد ويتعاطف مع النساء في إيران هو بالضرورة سيسمح لزوجته مثلا بنزع حجابها فيما لو رغبت، وإن لم يفعل فهذا يعني أنه يمارس نفاقا مجتمعيا على مواقع التواصل لا أكثر.
يريد أن يظهر بمظهر المتحرر المتفهم للحياة وبمظهر المحب للمرأة المحترم لها والمطالب بحقوقها، بينما هو في الواقع غير ذلك بل على عكسه تماما.

ربما يعيش رجلنا بشخصيتين عندما يتعلق الأمر بالمرأة، وهناك نكتة تروى تقول:
الرجل الشرقي من أشد المدافعين عن حرية المرأة وحقوقها، بشرط وحيد فقط وهو ألا تكون تلك المرأة زوجته أو اخته أو ابنته.