نادر عبد قشرة: أيّها الرجل الّذي تحبُّ أن تُحبَ وطنك
أنتَ طفل
سيؤلمكَ كثيراً إذ نسيكَ والداك في جزيرة في بحر
ويحزنكَ دائماً لو تيقّنت أنّ والديك نسياكَ قصداً
ستبقى طفلاً وحيداً
ستمر السنون ولن تكبر
تصير شيخاً طفلاً على جزيرة في بحر
ويؤلمك أكثر:
ألاّ تجد جواباً لما فعله والداك
…… ……… …… …
أنت رجل تحب وطنك
أنت تشبه كرسيّاً مكسوراً في مقهى
أنت تشبه عصاً سقطت من يد راعٍ في جبلٍ
وتدحرجت إلى وادٍ وسجنت بين صخرتين
أنت تحب وطنك
ولا تدّعي أنّك بطل
ولاوقت للمعجزات لديك
تسمّي الأشياء بأسمائها الطبيعية
تسمّي الأشياء بأسماء ولادتها
وتبحث عن ولادةٍ تليق بوطن ذبيح
تُولدُ من عصارةِ متاهةِ الألوان
تُولدُ صريح اللون أخضر
في عالمٍ صريح اللون أحمر
وتكتشف أنّ العالم الأحمر أعدّ ولادتك
وتكتشف بمحض الصدفة
أنّك انسانٌ ساعةٌ مؤقتة
وأنّ الزمن الأحمر يدور عكس عقارب زمنك الأخضر
وأنّ الوقت الأحمر مفتوح
على تغطية أخبار الطفل المنسي على الجزيرة الوحيدة في البحر… .!!!
لاأشكّ :
أيّها الرجل الكرسيّ المكسور في مقهى
أيها الرجل عصا الراعي الّتي سقطت في جبل وتدحرجت الى وادٍ وسجنت بين صخرتين
ايّها الرجل الطفل الّذي نسيه والداه قصداً على جزيرة غريبةٍ في بحرٍ غريب ونسي أن يكبر
لاأشكّ:
أنّك ستكتشف دائماً
حيلاً جديدةً للولادة
وأن تبتكر ولادتك
أيّها الرجل الّذي تحبُّ أن تُحبَ وطنك..!!
كانون الثاني 2017
*من صفحة الشاعر في فيسبوك
