عبد القادر حمود: عميقاً في الذّاكرة
1 / 3
عميقاً
في الذّاكرة…
في مكانٍ خلفَ هذا الغيمِ…
أودعتُ مزاميريَ، والعشقَ…
غريباً سرتُ…
لا عنوانَ للرحلةِ…
لا ظلَّ يواسي خطواتي
نسيَ الرّملُ دروسَ الأمسِ…
ضاعت فيه أسراريَ، والتفَّتْ ثعابينُ المسافاتِ على ما كانَ…
فلا أنتِ هُنا…
لا أنا…
لا شيءَ سوى الأمسِ
مهيض العشقِ
يغفو فوقَ أكوامِ الأسى
والذكريات
2 / 3
***
منذُ أن باشرتُ أنفاسيَ
إيقاعاً على شرفةِ عينينِ تلاقى فيهما الوعدُ بأسرارِ الغروبْ
يدها مرَّتْ على أقربِ أزهارِ المكانْ
داعَبَتْها بحنانْ
قدَّمتْها ليَ…
قالت: هيَ قلبي…
وَهْيَ عنوانُ الزَّمانْ
وتلفَّتُّ…
فكان المرجُ حولي
قصصاً شتى
وأخبارَ عيونٍ
وحكاياتِ قلوبْ
***
زارني منتصفَ الشكِّ
قريباً مِنْ غوايات الجنونْ
كان مأوايَ على موعدِ عشقٍ،
والمدى الأغبرُ يخطو مثلَ ذئبٍ في براري الرِّيح…
حاولتُ انتزاعَ الظِّلِّ الَّذي باغَتَني…
تاهتْ أَغانيَّ
وأَغفى النَّايُ مُصْفَرَّ الحنينْ
(يا فتاتي
كلُّ ما كانَ لدينا
من أمانٍ
ومعانٍ…
وأغاريدَ عِذابْ
نَسَفَتْهُ اللّغَةُ الرَّعناءُ…
فانحازَ لأسرارِ الغِيابْ
كلَّما أغلقتِ الرَّغبةُ باباً
للأسى…
عمّرتِ الغربةُ فينا الفَ بابْ)
***
3 / 3
(كلُّ ما في الذاكِرَةْ
كلماتٌ
قالها المرجُ، وقالتها الصخورْ
ربّما كنتُ وحيداً
صامتَ الأشواقِ…
أو أنَّ المراعي سرقَتْ من لُغتي بعضَ العبيرْ
ربٌما…
أو أنها بعضُ تخاريفِ صبيٍّ
ملكتْ أسرارَ رؤياه
فتاةٌ عابرةْ)
***
عبد القادر حمود
ريف إدلب
٢٢ كانون أول ٢٠٢٢م
*مختارات