فيديو: ماذا قال الزلزال؟ ملاحظات بعيدا عن العواطف والأحزان

ماذا قال الزلزال؟ ملاحظات بعيدا عن العواطف والأحزان

زي بوست – محمد إقبال بلّو

في هذا الموضوع المختصر حول الزلزال لن أكرر ما تكرر قوله مرات ومرات ولن أذهب بعيدا في التعازي والأحزان والعواطف، بل سأقول ما قاله الزلزال، سأسجل بعض الملاحظات فقط، ملاحظات البعيد عن مكان الحدث والقريب من تفاصيله.

أولا – الدمار الواسع الذي خلفه الزلزال لا يتناسب مع شدته على مقياس الزلازل، كان الدمار واسعا جدا ومرعبا جدا وكارثيا بشكل لا يوصف، ربما لتركز الزلزال في مدن تحتوي نسبة عالية من الأبنية القديمة دور في ذلك، لكن الدور الأكبر في الدمار كان لانعدام أو ندرة الأبنية المنشأة وفق مواصفات جيدة، وأثبت الزلزال أن الفساد ينخر مفاصل تركيا كما معظم دول المنطقة، على الرغم من اعتقادنا جميعا بغير ذلك ولفترة طويلة.
اعتقال متعهدي البناء والمقاولين لا يعني شيئا لمن تهدمت منازلهم، بل مراقبة أعمال البناء في السنوات السابقة كانت الأجدى.

ثانيا – كان التعامل مع المناطق السورية في الشمال الغربي على أن سكانها بشر من الدرجة الثالثة، ولم يتم إرسال فرق الإنقاذ لهم، كما لم يتم إرسال المساعدات إلا في وقت متأخر كان أوان جدواها قد فات.
وبما أنهم بشر من الدرجة الثالثة فلا بد أن نسأل عن بشر الدرجة الثانية، فمن حصلوا على تصنيف الدرجة الأولى نعرفهم جميعنا، إن بشر الدرجة الثانية هم سكان مدينة أنطاكيا، والتي كانت آخر مدينة كبيرة تصلها فرق الإنقاذ أو المساعدات، وذلك بعد وصولها بأكثر من أربع وعشرين ساعة إلى مدن أخرى كعنتاب ومرعش، ويبدو أن مكوناتها السكانية لم تكن على درجة من الأهمية كمكونات أخرى في مدن أخرى.

ثالثا – حتى اللحظة لم يتم الحديث عن قواعد تتعلق بالمنكوبين السوريين الذين يقيمون في المدن التركية، فأينما ذهبوا يتم إخبارهم بأن جماعة (الوطنضاش) الأتراك أهم منهم وأولوية عنهم، وهذا أمر لا يمت للإنسانية بصلة، ولا يمكن تبريره تحت أية ظروف أو قوانين، كان يحتاج الأمر كلمة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يعامل السوري كالتركي تماما في ظل هذه الكارثة، فدول تحترم ذاتها كألمانيا تعامل السوري كالألماني تماما ولا فرق بينهما سوى بجواز السفر والمشاركة في الانتخابات، لكنه لم يقل هذا لأنه فكر في الانتخابات أكثر مما فكر في المأساة.

رابعا – الفوضى وتردي الحالة الأمنية في بعض المدن، فمحلات السوبر ماركت سرقت بعد الزلزال بساعات، ولا نتحدث عن سرقة الطعام والماء بل عن سرقة البرادات والرفوف كمثال، في أنطاكيا تمت سرقة زراعات بنك مثلا، كما انسحبت بعض فرق الإنقاذ الدولية بسبب حوادث إطلاق نار بين مجموعات مختلفة، وهذا يعني بأن الجيش التركي لم يقم بواجبه في حالات كهذه، ولم ينتشر في المدن بشكل سريع كما جرت العادة في الكوارث.

خامسا – قيل الكثير مما لست متأكدا من حدوثه، كالإنقاذ بالواسطة، والسؤال عن الجنسية وحتى القومية قبل تسليم أي معونة حتى ولو كانت قطعة خبز، وعن مساعدات شعبية أرسلت من أوروبا إلى سوريا واستولى عليها الأتراك.

سادسا – الرئيس التركي بنفسه اعترف بحدوث بعض الخلل في التعامل مع الكارثة، وقطع وعودا صعبة التنفيذ، فلا يمكنه بالفعل تأمين منزل لكل مواطن دمر منزله بل وأفضل من منزله السابق خلال عام واحد كما تحدث وهذا مثال بسيط، وغالبا فإن العلماء والمهندسين والاقتصاديين الأتراك يدركون بأن الرئيس تحدث بحماس زائد عن اللزوم على الأقل، إن لم نقل بأنه أراد أن يقول ما يصفَّق له، ورغم ذلك لم يصفق الأتراك مطلقا.

سابعا – بخصوص تعامل النظام السوري مع الكارثة فسرقة المساعدات وبيعها في الأسواق يوم وصولها، كما الزيارة المتأخرة لبشار الأسد إلى حلب، بالإضافة لمحاولة الاستفادة من الزلزال بشتى الطرق، كانت عنوان المشهد، كما أن نصف سوريا مدمرة بالبراميل المتفجرة وصواريخ السكود والقنابل الفراغية، وربما دفعة جديدة من الدمار وبضعة آلاف من الضحايا لن يشكلوا فرقا كبيرا في المشهد الأسود.

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s