*_ ” مسا الخير ..
يا حاج …. “
……
الليلة …
يقوم أبي من قبره الأبيض …
يرفع ترابه العالي في الشمالية …
و يمسح غبار الحرب …
عن أااااخر سروة في الحرش …
ينتعل حزنه القديم …
و برد الصباح …
يتلمس المواضع الأليفة …
و تعرف أقدامه ..
الطريق نحو الشمال …
فيختصر البعد ….
من حافة الحقل …
على امتداد ملعب هواش …
على أفق الحراميش ..
شرق الواسطة ..
……..
يعرف ..
أنه تأخر قليلا” ..
عن البيت القديم …
ويعرف أن ..
خبز المساء اليابس ينتظر ….
يفتش عن أحد كي يقول :
” مرحبا يااااااجار …
تفضلواااا …”
…….
لا أحد …
سوى أثار أحذية الجنود …
و ركام العربات …
و بعض الحريق …
يفتش بين الحجارة ..
عن الرسائل …
عن قميص تعرق بالانتظار ..
على حبال السطح ..
قرب السماء …
لا أحد ….
تقول الحجارة ..
أنهم رحلوا ..
كالغيوم نحو شمال الشمال …
يمسح دمعة ..
عن حزن القش ..
المتراكم في المداخل …
ويربت على كتف ..
ما تبقى من الزنزلخت المحطم …
يعيد ترتيب الصور المائلة ..
على الجدران …
تلك التي تسيل على روحه …
كعسل الذكريات …
و يترك لنا ..
تحت أصص الحبق …
المفاتيح …
…..
بصمت …
يرسم لنا خيمة بيضاء …
شبابيك …
و سلالم للريح ….
و برج حمام …
يعلق ما تساقط ..
من قلائد البامية …
و يكتب للصغار ..
على دفاترهم …
كل واجباتهم المدرسية ..
التي ضاعت ….
ويعلق لهم ..
على أزرار الجوارير …
مرحى …
ثم يعود على مهله ..
يرتب التراب ..
و خرائب الرخام …
يرفع مخدة من العشب …
و ما تبقى من سهرة الأمس …
و يرسم كوة للشمس ..
و الرائحة …
……
هناك تحت القبة الخضراء …
يكتب لنا وصاياه الأخيرة …
و يشعل مصباحه الليلي …
كي تستدل كل الجهات علينا …
ولا ينام …
……
يحب أبي شاي الصباح ….
و رائحة الندى …
و ” تشويق ” صالح اليسوف ….
قبل صلاة الفجر ….
و شوربة العدس …
…..
…….
الليلة …
يقوم أبي من قبره الأبيض …
كي يمر الصباح على حزن الخيام ….
يدندن أغنية عن الهجران …
و أخرى عن الفقد …
و احتمالات الهزيمة …
و هو يشعل نار النهار …
تحت شرفات الشمالية …
و يقص علينا ..
أخر فصل من الحكاية …
كي نناااااااااااااااااام ………….؟!
—————————————–
محمود باكير – ادلب

*مختارات

*من صفحة الشاعر في فيسبوك