كتب ريّان علّوش:

لم بشفع للسيدة سميحة نادر وابنها مؤمل البيرقدار تضحاياتهم وتضحيات ذويهم بمقارعة النظام منذ عشرات السنين، وذلك بسبب تصنيفهم على طائفة معينة من قبل الفكر المسيطر أصحاب النفوذ ، وهم ليسوا كذلك
يعتقد البعض بأن ما حدث هو خارج السياق، أو أمر طارئ طرأ علينا بسبب العجز والإحباط، لكن هذا غير صحيح
منذ أكثر من عشرة أعوام وعندما كنت في القاهرة خرجنا عدة مظاهرات، و رغم أننا كنا في البداية إلا أن التطرف كان هو المسيطر على المشاركين، ففي إحدى المظاهرات كان شعارهم الأثير هو: بدنا نبيد العلوية
وفي أخرى كان علم القاعدة يرفرف فوق رؤوس المشاركين، إضافة لشعارات تحيي أحمد الأسير وابن لادن
كان الإنتقاد لهذا التطرف خجولا لأن من يقوم به سيصبح بشكل تلقائي خارج الثورة ويوصف بأنه أحد الضفادع، إضافة إلى أنه لم يكن أحد مستعد لفقدان بريستيجه الثوري، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت اسقاط النظام، وهذا التطرف سنعالجه بعد اسقاط النظام
هذا الأمر لم يقتصر على العوام، بل شمل أناس لهم ثقلهم في المعارضة، ومن منا ينسى ما قاله جورج صبرا ومعاذ الخطيب وغيرهم من المرحومين عندما اعتبروا أن النصرة جزء من الثورة
إن من ينظر إلى المشهد العام يجد أن التطرف كان ومازال المسيطر، وأن من يحمل فكراً آخر من كتاب وصحفيين ونشطاء هم عبارة عن كومبارس يدورون في فلك المسيطر كي يحافظوا على لقمة عيشهم
ذات يوم قال لي أحدهم شكراً لك
سألته: وعلام تشكرني؟!
أجابني: لأنك شاركت في الثورة
علقت على ما قاله بنرفزة: وهل تعتبر أن الثورة هي ملك اللي خلفك، وأنا مشارك فيها كرمالك؟!
كلامه هذا يعني بأنه ونتيجة تصنيفه لي بأن موقعي يجب أن يكون على الضفة الأخرى، وجوابي الغاضب له كان بسبب اندفاعي في وقتها والوهم الذي كنت اعيشه، أما الآن فلو قال لي أحد نفس الكلام سأكتفي فقط بالابتسام
أن ما وصلنا إليه ليس بسبب ما يدعونه من تخلي المجتمع الدولي عنهم، وليس بسبب غدر الأصدقاء، بل هو بسبب وجود فكرهم المتطرف الذين يعتبرون بأن كل شئ لهم، وكل شئ يتحرك في هذا الكون لأجلهم، وعلى غيرهم إما الانبطاح لهم كما هو حاصل مع البعض، أو الطرد من جنة الثورة
إن الأخطاء الصغيرة التي لا نسعى لتداركها منذ أول تشكلها، هي كحبات الرمل التي تتجمع يوماً بعد يوم لتصبح جبلا يصعب إزالته، ليبدو بعدها ذلك الجبل هو الحقيقة الوحيدة.

*مختارات

*من صفحة الكاتب في فيسبوك